الاثنين، 12 أكتوبر 2009

بأبي أنت وأمي يا رسول الله.. نحو فيس بوك متحضر



وهل أعز على الإنسان من أبيه وأمه، وولده، حياته.. لا بالتأكيد... لكننا نفدي رسولنا الحبيب بالروح والأهل والولد..هذا عن موقفي كمسلم.. يؤمن بالله وبسيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه رسول منزل بخاتمة الرسالات، وكمسلم مصري عربي يعتز بانتمائه الحضاري من دون غلو أو تطرف أو عنصرية

والتاريخ والحضارة يشهدان على ذلك وعلى دورنا في صياغة التنوير نفسه، لقد تمكن المسلمون من صياغة العلوم والمعارف الإنسانية والفلسفة والمنطق ليؤسسوا لحضارة تنشر نورها على الكون بكامله، وهذا أمر لا يحتاج إلى جدل أو إثبات أو ثناء على صناع هذه الحضارة فيكفينا ما لقينا من ثناء وإشادة من الآخر نفسه

نخرج من مدخلنا إلى واقع أكثر اتساعا.. عالم يمتلئ بالحيوية والتدفق والنشاط يعمل على صياغته أبناء وأخوة لنا ينتشرون في كل البقاع.. في فضاء ملموس وآخر كوني فسيح يجعلك من (أهل الخطوة)... يمكنك من أن تكون في أكثر من مكان في الوقت نفسه.. لكن إما أن تكون شيطانا رجيما أو وليا من الأولياء.. نعم هذا هو الأمر ببساطة شديدة لكن المشكلة التي تواجهنا أن آخرين يدعون الشفافية.. وأنهم أنبياء الفضيلة والحقيقة.. لكنهم تلاميذ مسيلمة الكذاب، وصنيعة الدجال

ليست هناك شفافية على الإطلاق.. هناك سيطرة وهيمنة ومحاولة امتلاك لناصية القرار، وقدرة المنع والمنح

هذه هي الحقيقة بلا تزوير، حين تقترب من مناطقهم المحرمة يغلقون الباب عليك، وحين تسعى لإظهار حقيقة الجور والظلم ما أسهل أن تتصل بهم سلطاتك لتمنعك عنوة أو تلغي حسابك، أو حتى توقفك عند حدك حتى تعود مؤدبا من وجهة نظرهم

وإذا كنا الصناع والبناة الأوائل لحضارة إنسانية رفيعة تحترم الآخر وتنبذ العنصرية والطائفية بكافة أشكالها وألوانها دعونا نتساءل.. ألم يحن الوقت بعد ليعود نورنا من جديد.. ألم يحن الوقت بعد ليتحول أبناءنا وإخواننا وأصدقائنا إلى طاقة منتجة وخلاقة ومبدعة تتجاوز أشكال وصنوف القهر وتثور حضاريا على كل تلك القيود الوهمية؟؟.. الحقيقة أن كل هذا ممكن

يتطاول بنيان أكبر الأشجار في العالم من بذرة صغيرة، ويؤسس الإنسان وفق منهج رباني خالص لا دخل له فيه لصياغة حضارة الكون وتقدمه ومعارفه من فكرة صغيرة.. وهو ما حدث على مر العصور وظاهر للعيان.. أيضا لا يحتاج الأمر تأكيد ولا إثبات أو مداخلة للتشكيك في حقيقته

العنصريون من الماسون أو من الصهاينة أسسوا لكونهم الصناع والبناءون العظام، والحقيقة غير ذلك لأنهم كانوا معاول هدم لكل القيم الإنسانية النبيلة، والحقيقة أيضا أنك أنت ونحن الصناع والبناءون العظام إن حققنا منهج الخالق في كون الإنسان خليفة الله وأنه حمل الأمانة، والأمانة هنا هي التوجيه إلى الخير.. والخير هو الله، الأمانة هنا مواجهة الشر، والشر هو الشيطان وتلاميذه وصنيعته المتمثلة في صنوف الطغاة والمستبدين والحالمين بالسيطرة على الكون كله

ببساطة شديدة.. في الفيس بوك الذي يملأ العالم ضجيجا فوق ضجيجه استطاعت زمرة أن تؤسس لتعاليم شيطانية كل هدفها أن تسب رسولنا الكريم، ورغم أن سياسة الفيس بوك ترفض أي نشر يحتوي على التحريض على الكراهية أو العنف والإرهاب، أو التمييز، أو النشر المسئ للآخرين، بل ويسمح الفيس بوك بإغلاق أي حساب أو مجموعات تتبنى هذا النهج وتخالف شروط الاستخدام في حالة الإبلاغ عنها

ويبدو أن الأمر لا يسير على نحو شفاف.. ببساطة شديدة كم مطالبة بإغلاق مجموعات تسب الدين الإسلامي أو رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه.. عشرات الآلاف بالطبع إن لم يكن أكثر، وماذا حدث.. لا شئ، لذا تمكن نشطاء عديدون على الفيس بوك من الدعوة لمقاطعته ليوم واحد هو يوم 24 أكتوبر

حتى أمس لم أضع في البروفايل الخاص بي صورة الدعوة للمقاطعة، وفاجأتني أخت كريمة بالسؤال (أنت مش معانا في المقاطعة للفيس بوك يوم 24 اكتوبر للاعتراض على غرف سب الرسول.. بصراحه انت لازم تكون معانا)، وعلى الرغم من اشتراكي في الدعوة للمقاطعة لكني استجبت على الفور بوضع صورة الدعوة.. ووجدت نفسي أرفق الدعوة بشعار (فلنبادر إلى فيس بوك عربي مسلم متحضر يحترم الجميع، ويدافع عن حرية الفكر والمعتقد، ويؤمن بالحوار لا سب الرسل والأديان).. وسألت أختنا الفاضلة.. هل تعتقدين أن أصدقاءنا العرب والمسلمين يمكن أن يتجاوبوا مع المبادرة؟؟؟، وأجابتني قائلة على المرء ان يسعى وليس عليه إدراك النجاح وشرف التجربة يكفينا

وها نحن نعود فنطرحها مبادرة صغيرة قد تكبر فتصبح شجرة يافعة، أو فكرة إنسانية تعم بنور مبين على الناس وتؤسس لمفاهيم حضارة ستعود إلى الكون يوما باعتبارها حتمية حضارية، وتاريخية