الجمعة، 20 نوفمبر 2009

أحمد صوان يكتب: أهلا بكم في صحيفة معارضة.... أيام في جريدة الغد


أحمد صوان... صحفي في جريدة معارضة ...الغد... وطبعا تعود هذه إلى النصف الآخر من الحزب المثير للجدل... نصف مصطفى موسى....مأساة عاشها هناك... ويروي لنا يومياته... وبدورنا نهديها إلى نقابة الصحفيين... نقيبا ومجلسا...إلى مقال صوان..


مرحبا بكم في جريدة حزبية
مرحبا بكم .. حيث لا يوجد شئ مما ألفتموه أو اعتدتم عليه في أي جريدة سبق وأن زرتموها
لا أعداد منتظمة .. لا موضوعات حرة .. لا إرادة للصحفيين ..
وبالتالي .. لا أجور
أو حتى عضوية بنقابة الصحفيين
مرحبا بكم في جريدة حزبية
الجريدة التي نتحدث عنها يا سادة كانت يوما ملء السمع والبصر ، حيث كانت توزع الآف النسخ اسبوعيا .. ثم يوميا
ثم تلاشت تماما كما تتلاشي الموجات التي تعقب إطلاق الحجر في المياه الراكدة
تلاشت مع ظهور زعيم جديد – وكل من يأتي لهذا المكان يطلق على نفسه هذا اللقب – حل بديلا رسميا لسلفه الذي أثار غضب الحكومة يوما ما وانتهى به المطاف خلف الأسوار ، لينتقل الحزب بقرار رسمي إلى زعيمه الحالي الذي يفتقر – في رأي كاتب هذه السطور – إلى أدنى مقومات الزعامة أو الرئاسة
أو حتى البيزنس ...
فكل من يمتلك أدنى هذه المقومات سيكون مدركا – دون أدنى شك – أن وجود آلة إعلامية ضخمة مثل الجريدة في حوزته يمكنها أن تعطيه الكثير ، أو – على أقل الفروض – يمكنها أن تصنعه كما صنعت سلفه السابق لو كان يبحث عن الزعامة، أو تضع في جيوبه الآف الجنيهات شهريا حصيلة الإعلانات لو كان يبحث عن المال.
ولكن المشكله أن الرجل نفسه لا يعرف ماذا يريد
ولذلك .. تحولت الأقلام الحرة إلى مجرد موظفين إضافيين بشركته الكبيرة ، فيكتبون ما يريد ويمتنعون عما لا يرغب
والويل إذا تجاوزت خطا من خطوطه الحمراء الكثيرة ..
فهو يراجع صفحات الجريدة اسبوعيا – إن صدرت – بنفسه على الرغم من أنه لم ينتمي إلى عالم الكتابة الساحر يوما ولم يضع قلما من قبل إلا لتوقيع أوراق شركاته أو كتابة ما يرى أنه مقالا مهما يتصدر الصفحة الأولى
وهكذا .. تحول رئيس تحريره - الذي شهد له الجميع بمهاراته المهنية المتميزة – وتحول الصحفيين – الذين ظهرت مواهبهم في أماكن أخرى – إلى مجموعة من الكتبة ينفذون الأوامر !!
" كيف تكتب عن الوزير الفلاني وهو صديق الزعيم ؟؟ "
" كيف تجرؤ أن تنتقد رجل الأعمال الكبير وهو شريك الزعيم ؟؟ "
" هل أنت مجنون حتى تكتب عن أخطاء الحكومة ؟؟ "
" إذا أردت أن تكتب عن مسؤل ما فلا مانع ، ولكن بشرط أن تكون مؤهلاتك العلمية والمهنية أعلى منه "
ما رأيك – عزيزي القارئ – في هذه التعليمات والأوامر ؟؟ !!
***
مرحبا بكم يا سادة في الجريدة الحزبية
الجريدة التي تصدر كل شهر مرة !!
الجريدة التي يبلغ عدد الصحفيين فيها رسميا مائة صحفي !!
الجريدة التي يدفع فيها صحفيوها تأميناتهم من حسابهم الخاص وعلى نفقتهم مقدما إذا أرادوا عقد تعيين !!
الجريدة التي يتقاضى أعظم صحفيوها – وهم لا يزيدون عن أصابع اليد – مبلغ ضخم يتجاوز المائة جنيه شهريا في حين لايستحق الباقين سوى إخبارهم بأنهم لا يستحقون مقابل عملهم سوى الحصول على عضوية النقابة
هذا إذا أرادوا الاستمرار ..
ولكن حتى هذا الهدف لا يستطيع الجميع الوصول إليه
لماذا ؟؟
أنت غريب يا صديقي ..
أتعتقد أن عملك صحفيا لعدة أعوام مقابل وعد النقابة يكفي للحصول عليها ؟؟
وأين يذهب أصدقاء الزعيم وأبناء معاونيه ورجالهم إذن ؟؟
حديثك بالفعل غريب للغاية !!
هل تريد من إدارة الزعيم أن تترك كل من يدفع أو يكون قريبا أو صديقا لأحد محاسيب الزعيم بعيدا عن كشوف لجنة النقابة ، وأن تتقدم بأوراقك أنت – الفقير إلى الله الذي لا تملك سوى موهبتك – إلى اللجنة ؟؟ !!
هذه المؤهلات تؤهلك لدخول الجنة .. وليس اللجنة
إذا كانت الإدارة قد أخطأت وفعلتها مرة ، وسمحت لقلة مندسة من أصحاب المواهب أن يندسوا بين عباقرة الواسطة والمال ويحصلوا على العضوية فهذا لن يحدث مرة أخرى
وهذا ما تؤكده ظواهر الأمور ..
وما تؤكده أيضا لجنة القبول بنقابة الصحفيين ..
فالنقابة ترفض – ولمدة عام كامل – أن يلتحق صحفيو تلك الجريدة بالعضوية مرة أخرى لأنهم – على حد قول مسئول كبير بالنقابة – غلطة لن تتكرر !!
أبدا...
إذن .. ماذا تبقى لدى الصحفيين في تلك الجريدة ؟؟
الصحة .. والستر
الصحة نحمد الله عليها ..
والستر من عند الله ..
وليس من عند الإدارة
***
كل ما سبق معروف منذ فترة ويتداوله الصحفيون فيما بينهم
إذن .. ما الجديد ؟؟
الجديد أن الزعيم بعبقريته المعهودة – أدامها الله عليه – قد أصدر قررات جديدة منذ أيام قليلة
فإما أن يأتي الصحفي كل يوم منذ الصباح الباكر إلى أذان المغرب ويظل جالسا داخل حجرة صغيرة هي في نفس الوقت مقر الجريدة
وإما أن يدفع تأميناته شهريا ولا يأتي
وإما أن يطلب فصله أو تفعيل استقالته التي كتبها ووقع عليها يوم أن وقع عقد تعيينه وتركها بلا تاريخ تحسبا ليوم مثل هذا
والآن .. جاوب أنت على هذا السؤال
كيف تأتي يوميا وتقضي هذه الفترة ولا تتقاض مليما ، أو بمعنى أدق بمائة أو مائتي جنيه شهريا
كيف تنفق على أسرتك ؟؟
بل كيف تنفق على نفسك ؟؟
وإذا أردت الرحيل تكون قد أضعت سنوات من الكفاح والعمل بلا مقابل !!
وإذا رغبت أن تدفع تأميناتك .. أي مواد قانون العمل التي تجعل التأمينات نصف الراتب الأساسي ؟؟
إذا عرفت الإجابة أرجو أن ترسلها إلى صحفيي تلك الجريدة
فهل عرفتها ؟؟
***
الكل أدرك أننا نتحدث عن جريدة الغد
الجريدة التي انقسمت إلى جريدتين لبضعة شهور ثم عادت مرة أخرى جريدة واحدة تضم صحيفو الجريدتين معا
ولكن حتى هذا العدد لم يكن ليبلغ " مائة واثنين " صحفي يتشدق بعددهم الزعيم أمام الجميع
من أين إذن أتى هذا العدد الضخم الذي لا تضم بعض الصحف اليومية مثله ؟؟
وكيف تتركه نقابة الصحفيين دون التأكد من هذا القول ؟؟
لقد مكثت في هذه الجريدة منذ عام 2006 وحتى أيام قليلة سابقة لم أر سوى نفس الوجوه
وجوه لم تتعد الثلاثين في أعظم أحوالها
تخيل معي عزيزي القارئ أنك ترى كل هؤلاء الزملاء ثم تنقطع فترة طويلة – بسبب ظروف الدراسة في ذلك الحين – وتعود لترى جزء كبير منهم لا يزال يعاني من أجل عضوية النقابة
هل تصدق هذا ؟؟
هل سمعت عن أي مهنة – وليس الصحافة وحدها – تدفع فيها تأميناتك بالكامل ولا تقبض أجرك ؟؟
هل سمعت عن صحيفة تتلقى دعما حكوميا باعتبارها حزبية ، وفي نفس الوقت لا تصدر أعدادها بانتظام ؟؟
بالفعل هي صحيفة تستحق الظهور في " غرائب وطرائف "
***
هل سمعت من قبل عن " عبد النبي عبد الستار " ؟؟
إذا كنت صحفيا قديما فإنك بالتأكيد تتذكر ذلك الرجل صاحب القلم المبهر الذي عمل في صحيفة " الوفد " لما يقرب من عشرين عاما – تحديدا منذ عام 1984 – وتركها ليقود " صوت الأمة " في إصدارها الأول – انتهى بالغلق عام 2000 – والذي طالما قدّم أعمالا صحفية مبدعة ومقالات تنم عن حرفية عالية
ولكن .. منذ تولى ذلك الرجل قيادة " الغد " في عهد زعيمها الحالي لم يعد " عبد الستار " كما عرفوه
لقد اختنق ..
ابتعد عن قضايا حساسة وعميقة كان يفجرها بقلمه... بالفعل لا زال يحاول أن يجد لنفسه مساحة من الحرية بعيدا عن الزعيم الجديد ..... بالفعل يحاول أن يعود إلى عهده السابق .....ولكن الأمور أصعب مما تتخيل ....أصبح عليه أن يقف أمام زملائه وأبناءه من الصحفيين ليشرح لهم ما لم يقترفه من أخطاء في حقهم....وفي نفس الوقت يكافح أمام إدارة الجريدة ليحصل لهم على بضعة جنيهات كل شهر....وليجد لنفسه أخرى
فإذا كان هذا حال رأس التحرير – بكل ما يمثله من ثقل مهني – فلك أن تتخيل حال الصغار...هل تخيلت ؟؟...عظيم ...مرحبا بك إذن في جريدة الغد
***
كيف يمكنك أن تجلس مع ما يقرب من ثلاثين شخصا في غرفة لا تسع أكثر من عشرة أشخاص هي في الحقيقة غرفة من غرف مكتب الزعيم ؟؟....كيف يمكنك أن تعمل وتكتب وتحصل على الأخبار دون أن تبرح مكانك ؟؟...ما هي الفائدة التي سوف تجنيها بهذا الجلوس ؟؟....كيف تتصل بمصادرك إذا كنت لا تملك حق كارت شحن المحمول ؟؟
سؤال آخر يطرح نفسه ..لماذا يدفعون الصحفيين إلى كراهية بعضهم البعض ؟؟....لماذا يتم تسريب أخبار عن ترتيب الأسماء في الكشوف المقدمة إلى نقابة الصحفيين " قبل الهنا بسنة " كما يقولون ؟؟....إذا كانت النقابة ترفض المزيد من أبناء الغد .. فلماذا يتم فعل هذا ؟؟
أيضا ..
إذا كنت مثلي واستطعت – بشق الأنفس وثلاثة أعوام كاملة – أن تحصل على عقد عمل كصحفي بالجريدة ، فلماذا ينبغي عليك أن تكتب استقالتك قبل أن توّقع عقدك ؟؟....لما ينبغي عليك أن تدفع إلى إدارة الجريدة مبلغ 1500 جنيه مقدما ، وهي قيمة تأميناتك لمدة 6 أشهر قبل أن يوّقع العقد ؟؟....ولماذا تتكلف مشقة الذهاب يوميا من وإلى الجريدة متحملا تكاليف انتقالات تعادل ضعفي ما يمكن أن تتقاضاه كراتب بعض خصم التأمينات ؟؟....ورغم أنك قد دفعت هذا المبلغ بالفعل .. فلماذا يقومون بخصمه مرة أخرى ؟؟
***
الوضع هكذا لا يستقيم ..الأمور تسير من سئ إلى أسوأ....كل هذا لا يستطيع أن يتحمله شاب لا يزال في بداية حياته و يسعى لتكوين أسرة .....أو حتى رب أسرة عليه أن يطعم أطفاله .....إذا كنت تستطيع فهناك من لا يستطيع .....الأمل الكاذب الذي تمسكنا به هناك تلاشى .....لا أجر محترم ..لا عضوية بالنقابة ..ولا حتى يمكن للمرء أن يكتب ما يريد ..
شكرا جريدة الغد....شكرا لأنني تعرفت برجل مثل " عبد النبي عبد الستار " الذي احتضنني لفترة طويلة وصحح لي أخطائي وهو يعطيني فرصة لأغوص في عالم الصحافة والكتابة المبهر ..وعفوا .. لأنني لا أستطيع أن أستمر هكذا...أبحث عن حقي كصحفي شاب ، وجد نفسه وزملائه يتم سحلهم معنويا داخل أروقة جريدتكم الموقرة...أشكركم وأطلب منكم تفعيل استقالتي التي كتبتها بخط يدي منذ شهور ست....أو أطلب فصلي بسبب عدم تمكني من الحضور منذ الصباح إلى مغيب الشمس دون أن أتقاضى شيئا يعينني على بدء حياتي كصحفي أو كشاب ..
هذه هي الحقيقة التي أعلم أنكم ستحاولون إخفائها وتشويهها واعتباري عميلا ومنشقا، وهي الكلمة المفضلة لديكم باعتبار أن الجميع خونة...لا يوجد هنا يهوذا....وليس زعيمكم السيد المسيح.....وأنا لا أستطيع إبراز أوراق تثبت كلامي سوى عقد تعييني ..الأدلة كلها معكم ويسهل التلاعب بها ....وهذا سهل لأن " البلد بتاعتنا والدفاتر في إيدينا يا عمدة " كما في فيلم الزوجة الثانية ..إنني أثق في أن هناك من يعي هذه الحقيقة ...أما لمن لا يصدق فأدعوه إلى الالتحاق بجريدة الغد...و ..مرحبا بكم في جريدة الغد
أحمد صوان

مش هنحط راسنا في الرمل ...الله يلعن اللي يلعن أهلنا...

عارفة يا حبيبتي...
فيه حاجة غريبة بتخلينا نحط راسنا في الرمل زي النعام... أحيانا كثيرة بنحافظ على مبادئنا وأفكارنا ورغبتنا في وحدة الأمة....كلنا عارفين إننا كمصريين بنتعرض لإهانات كتير من العرب... سواء في الخليج أو في المغرب العربي...حتى في ليبيا راعية العروبة ومن يدعي أنه (أمين القومية)... وفي العراق زمان رجعت نعوش الولاد واحد ورا التاني... أنا فاكر لما كنا في الجامعة كنا بنقرا في الصحف عن نعوش الشباب اللي زي الفل.... ومرة المصريين فرحوا لما برضه كسبنا ماتش وكانوا في العراق... دخل فيهم سواق بمقطورة.... ورجعوا في نعوش... بعدين صحابي زعلانين على صدام....!!!

عارفة يا حبيبتي فيه حاجة غلط بجد..... ولازم نراجع نفسنا... حقيقي مش ممكن نتجاهل مشاعر الملايين اللي شاعرين باللي باقولك عليه دلوقت... مش معنى كده طبعا اننا هنغير مواجهتنا للأعداء الحقيقيين... عارفة ... واحد قالي اللي حصل ده زي 67 بالضبط... كسر مشاعر شعبنا العظيم....ذنبهم إيه العمال المصريين الغلابة يتعرضوا للإهانة كل يوم في كل حتة شوية.... طبعا أنا عارف الرد مسبقا... المشكلة مش بس في النظام.... المشكلة أعمق من كده... بس أنا شايف اننا محتاجين لوقفة مع النفس بجد....واذا كان كلامنا عن النظام هنا وهناك يبقى الأولى يكون كلامنا كمان عن الشعوب.... أنا شخصيا كرهت فكرة الوعي المفقود.... ودور المدرس الذي يلقن الشعوب ما عليها أن تفعل..... ما حدث، وما يحدث يحركه ضمير جمعي لوطن.... هؤلاء حركهم الضمير الجمعي لوطنهم...... اتحدوا على قلب رجل واحد علشان يقضوا علينا... وعلى ضفاف أخرى شامتين أكتر.... من حق المواطن البسيط.... من حقي إني أثور لأبناء جلدتي.... وإذا كان هوه ابن عمي فده أخويا....أنا شخصيا عمر ما كان ليا في الكورة... وده يمكن ثالث أو رابع ماتش أتفرج عليه في حياتي .... شفت الفرحة في عيون الناس... رغبة في حاجة.... أي حاجة تفرحهم... حتى إبني الصغير ساب مذاكرته ودفعني دفعا للذهاب إلى المبارة ... بس في وسط الناس رغم اننا ما رحناش السودان...ولما انهزمنا كانوا في منتهى الأدب والوداعة.... كنت بين حوالي 3000 متفرج في الساقية.... لو رميتي الإبرة ترن وتسمعي صوتها.... كانوا حزانى.... لكن كمان الناس قالت الجزائر تستحق الفوز.... عادي... بس الغريبة كانت الإهانة.... الغريبة ان بعضهم رقصوا في غزة، ودبي... وتونس... وياريت بس فرحوا.... لكن ليه يلعنوا اللي جابونا.... تفتكري لو عبد الناصر المصري الحر كان معانا كان عمل إيه وهو الرائد القومي... أكيد أكيد كان لبسهم طرح....
أكيد فيه حاجة غلط.... وانا شايف إني لازم أقف هنا... لازم أعيد تفكير مرة تانية...... إحنا لحم ودم ومشاعر..... إن كنا ثوار في يوم فده لأننا بنحلم.... لأن في قلوبنا حب كبير للوطن....بالضبط بالضبط اللي بيحصل دلوقت إن الدنيا طافية نورها.... وقت مغربية عصيب.... وقت خريف باكرهه...
محتاجين خطوة للأمام مش خطوة لورا.... عايزين تعاون ... يا أهلا وسهلا... لكن لازم تكون ليا مصلحة... وبرضه تكون ليهم مصلحة.... قصة العروبة يظهر انها فاشلة....هما مش برضه مسلمين زينا... طيب إيه إللي جرى.... واوعى حد يقولي الاستعمار زيف وعينا...
تصدقوا ان المثقفين فيهم بيقولوا إن مساعدة مصر لهم في حرب التحرير الجزائرية كانت علشان بس عبد الناصر عايز يأمم القناة ومن مصلحته يقضي على وجود فرنسا في المنطقة... رغم ان ناصر كان بيحارب برضه الانجليز على أرضنا....

علموني زمان في المدرسة إن الانتماء لحضارتي غلط في غلط... كفر وزندقة.... واللي باقي ليا أخويا العربي والمسلم... مع إن نابليون والانجليز وحتى الصهاينة المجرمين ما عملوش فينا كده... صحيح عملوا أكتر من كده... بس هما صهاينة ومستعمرين... طبيعي... هما اللي كفرة وزنادقة.... طب دول بيؤمنوا بمين....
عارفة يا حبيبتي يا بلدي الغالية... أنا شاعر بالانكسار.... بس يوم العدوان علينا في السودان كان فيه بنات صغيرة ...بتبكي...هنا في القاهرة... واحد طلع من بين الشباب.... برضه في الساقية... قالهم محدش يعيط... احنا برضه هنفضل رافعين راسنا.... إبني الصغير كلمني وهوه عند سفارة الجزاير بيتظاهر في نص الليل... ولما قرب الفجر قالي أوعي تقول لامي... إحنا لازم ناخد حقنا... رغم لهفتي عليه وخوفي وقلقي وأنا شايفه طول عمري بيكبر أدام عينيا... والله ما خفت عليه... قلت له بس خلي بالك من نفسك....
وقعدت أفتكر جيلنا وجيلهم.... كنا بننضرب بالجزمة عشان العراق... وفلسطين.... كنا بنتظاهر علشان نطرد سفير الصهاينة المعتدين... والنهارده هما بيتظاهروا علشان يطردوا سفير ... المعتدين برضه... بس الجزائريين...
بالتأكيد فيه حاجة غلط....
علموني لما أكتب أكتب بالعربي الفصيح.... وآخد بالي من قواعد اللغة... يارب أنا أقرأ القرآن... وبارتله... وانت عارف انا بحبك أد إيه... ما تغضبش عليا وانا باكتب باللهجة المصرية... بلهجتي اللي اتولدت وانا بحبها....
تصدقوا ... من المساخر اللي عشتها ان واحد من عندهم يجي ويشتري كل تاريخ مصرنا.... اسمه الوليد...وسمعت انه حلف خلال عشر سنين يخلينا نتكلم زيهم... حط المطربين بتوعنا في التلاجة... وخرج شعبولا وأمثاله... ونفس ذات اللحظة طلع الخليج بلهجته... هي مش دي برضه مش لغة الضاد والقصايد المعلقة...بس الغريبة إن صانع مجده ابن أستاذ كبير... بيحلل ويموت في التحليل...من ساعة حرب الاستنزاف وأبويا كان يقرا الأهرام كل جمعة وهوه بيقول نفس الكلام.... صار الولد مليونير كبير... ويمكن ملياردير... مش دي جريمة برضه ولا انا غبي... مش ده تاريخنا وثقافتنا وحضارة 100 سنة سينما غير الطرب... عبد الوهاب وام كلثوم وغيرهم.... وبدال ما كنا نسمع في الخميس من أول كل شهر الست وصوت جميل بيرن في ودانا يقول هنا القاهرة أصبح صوت دميم بيقولنا مش هتقدر تغمض عينيك.... على طول قبل الست ما تغني رغم انها ماتت من كام عشرين سنة.... وبرضه بتغني....ينفع نبيعها برضه زي ما عمل ابن المحلل الكبير.... وليه مارجعلوش وعيه... ده الوليد صار شريك موردخاي...

عارفة يا بلدي يا جميلة.... انا سافرت يجي خمسة وعشرين بلد... والله ما لقيت أحلى منك... والله كمان مرة ما شفت بعينيا أحلى منك...مش قادر أفهم اللي سافروا عشان الفلوس إدروا إزاي يبعدوا... دانا كان بيعدي عليا أسبوع باتجنن... عايز أشوف البلد....وبورسعيد مش قادر أنسى سحرها.....
يا حبيبتي المهم اننا زي السمك... مانقدرش نطلع من ميتك الطاهرة...صدقيني ... فيه حاجة غلط....
الشيخ إمام كان صوته وحش... بس حبيته عشان الكلام بحروف بتحبك من كل قلبها... لما يقول مصر يا امه يا بهية... يام طرحة وجلابية... الزمن شاب وانتي شابة... هوه رايح وانتي جاية... كلام الفاجومي... كلام ما يتوصفش بيحبك بجد....
انا فاكر 67 كويس أوي رغم إني كنت لسه شايف الكبار متشعلقين في السما... كنت صغير قوي... وامي مستغربة اني فاكر كل لحظة.... بس هيا حاجة ما تتنسيش... ما كنتش مجرد هزيمة... كانت إهانة... لما نخرج من بيوتنا في بورفؤاد مذعورين... والكبار يجرونا كما الفراخ ... والطيارات بتضرب في الكنال يمين وشمال عالمعدية.... حاجة صعبة أوي.... والنهار خلص... في المغرب ماكناش شايفين أي حاجة... ممنوع نولع أي نور... جدي بس كان يضرب كشاف صغير في الأرض علشان نشوف الرصيف فنعدي ما نقعش....
ابني وهوه في مظاهرة طرد السفير قالي الدنيا كلها مضلمة... مش عارف هما قطعوا النور ولا اللمض اتكسرت...والله ما كنت خايف عليه... كان نفسي اروح له...كنت مهتم أكتر أعرف تفاصيل اللي بيحصل... رغم انه ابني وشايفه بيكبر أدام عينيا يوم ورا يوم وبيبقى أطول مني بسم الله ما شاء الله... كان نفسي اروح له بس انكسفت... بعد ما كنت بتتظاهر يا احمد ضد سفارة العدو وسفيرهم ساسون عايز تتظاهر ضد سفارة الجزاير.... عيب عليك... بس بصراحة كان نفسي أعملها....
انا سبت كل حاجة... وسبت شغلي دلوقت... وما نمتش من امبارح.... ولقيتني باكتب من غير ما احس اني باكتب... بس بجد مش عايز اكتب بالعربي عايز أكتب بالمصري... عايز أفضفض بالبلدي...
مش عارف اكتب إيه تاني... بس عايز أفكرك إني كنت في يوم ناصري.... وضحيت بكل حاجة عشان ولا حاجة....أبويا علمني كده ... كان من الفدائيين واتصاب في حرب غزة...بس الله يرحمه مات بالسرطان في مخه... مخه ما قدرش يحتمل كل اللي جرى لحد سنة 2000 بس... طيب لو كان شاف اليوم ده كان حصل له إيه.... ويا ترى احنا هيحصلنا ايه... جيلنا اللي بيحاول يفضل منتصر... وجيل ولادنا اللي بيحلم انه يكون منتصر... بنحكيلهم عن 73... بس هما مش حاسينها....
بجد بجد فيه حاجة غلط.....
المفروض انهم بعد الانتصار كانوا يلاقوا شغلانة كويسة... وكانوا برضه يلاقوا بلد بتحضنهم مش بتطردهم على مركب مخرومة في نص الليل ويرجعوا جثث.... بلد تحضنهم مش تسيبهم للي عز عليه فرحتهم وداسهم بالمقطورة....ولا تسيبهم للي عايزهم يخدموا أهله ويسحب منهم جواز السفر باعتباره كفيل....بلد تعرف انهم بلغوا سن الرشد ويقدروا يبدعوا ويعملوا حاجات كتيرة أوي....
يعني معقول ما فيش في الـ 80 مليون أم كلثوم ولا بهاء، ولا المشد... ولا سيد درويش.... لأ فيه بس مفيش حد عايز يدي فرصة ليهم يطلعوا....
لما بقى لنا دكاترة وعلما ومعامل صارت الـ (د) عقدة لولاد عمنا... وهو ده وضعهم على فكرة... صعب أوي يكونوا اخواتنا... هما ولاد عمنا زي بعضه....وبدال ما يعترفوا بفضلنا وبعلمنا قالك عندك شارع الهرم والرقصات مالية البلد....مع إن الدكاترة عندنا أكتر م الرقصات بكتييييييييييييير .... لما تحصل مجرد حادثة عندنا ولا يقبضوا على تاجر مخدرات لازم يطلع في الصفحة الأولى عندهم....
اللي بقوله مش نقص وعي.... ومش مجرد عاطفة....لكنها الحقيقة الكاملة... بقالي يجي 30 سنة باكتب... وبالعربي... واراعي قواعد اللغة.... وأهم حاجة عندهم الحادثة... طيب فيه قمة... الحادثة.... فيه مخترع عندنا... الحادثة.... طيب فيه حادثة كبيرة عندنا... لأ ده النهاردة ذكرى تولي سموه عرش البلاد.... استطلع لنا الرأي عندكم عن مآثره النبيلة على شعبكم....بنى كام مساكن شعبية.... واتبرع بإيه لمستشفى السرطان... بصراحة قربوا يجبوا على ربنا.... والأزمة جت وخلصت اللي كان عندهم.... فلسوا... ولسه بيتعنطزوا.... حاجة تجن

اللي أقدر أقوله لاصحابي القوميين والناصريين انا مش بعيد عنكم... بس اتعلمنا سوا ان الشعب هوه القائد... واتعلمنا برضه ان ضمير الشعب هوه الحكم.... وانا ضميري زيهم بالضبط...اتخنق من كتر الإهانة.... بس بجد إحنا أحسن ناس في الدنيا .... مش غرور ولا حب ذات ولا سقوط في شرك الاستعمار والصهاينة... شوفوا الناس عايزة ايه وتواضعوا شوية... احنا حاولنا كتير كتير اننا نفضل صامدين بس الحقيقة كان قراري صحيح في 89 .....اني أكون حر بجد... مستقل .... انتمي بس للوطن....

وبصراحة كمان مش قادر أبدا أقول عروبة وأخوة وولادي واخواتي بيتعمل لهم مذبحة.... حتى لو قولتوا فيها مبالغة برضو اسمها مذبحة .... والمذبحة إن ولاد عمنا وهما غضبانين مننا يلعنوا اللي جابونا.... ولما يفرحوا.... برضوا يلعنوا اللي جابونا.... الله يلعن اللي يلعن أهلنا... احنا أحسن حاجة نقفل على نفسنا... ونحاول نصلح من جديد اللي انكسر.... ما نزعلش... رغم اني حزين بجد... متقطع من جوايا....بس اللي حصل هيخلي علما ومعامل أكتر واكتر... هيطلع ألف زويل وام كلثوم وسيد درويش والمشد وغيرهم من تاني.... بس ياريت المرة دي يسمعوا كلامنا ويصدقوا... هنكسر الدنيا بحبنا...

عاجل: 4:30 فجر الجمعة/ انتهاء التظاهرات فجر الجمعة


انتهت المظاهرات التي اندلعت أمام مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة في الرابعة والنصف من صباح الجمعة والتي شارك فيها نحو خمسة آلاف من الشباب المصري الغاضب والذين طالبوا بطرد السفير الجزائري من القاهرة. وتمكنت قيادات الشرطة من اقناع الشباب الغاضب بالانسحاب خاصة بعدما تصاعد عدد المشاركين في التظاهرة إثر سريان شائعة أفادت باقتحام جماهير جزائرية السفارة المصرية هناك. وأفاد مشاركون في التظاهرة بوقوع بعض التلفيات المحدودة إثر اشتباكات وقعت بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين حاولوا الوصول لمقر السفارة والسفير ومنعتهم الشرطة المصرية.

عاجل: الساعة 4:10 فجر الجمعة/ شائعة تزيد من حدة التظاهرات


زادت شائعة حول اقتحام مواطنين جزائريين لمقر السفارة المصرية بالجزائر من حدة التظاهرات التي يقوم بها شباب غاضب فجر الجمعة أمام مقر السفارة الجزائرية ومقر السفير بالقاهرة. ويحاول رجال الشرطة تهدئة المتظاهرين وبيان حقيقة الموقف. ونفى مسؤولون بالشرطة للمتظاهرين ورود أية معلومات حول اقتحام السفارة المصرية بالجزائر.

عاجل... الساعة 3:50 فجر الجمعة/ قوات الأمن تمنع آلاف الغاضبين من اقتحام السفارة الجزائرية بالقاهرة



تظاهر آلاف الغاضبين أمام مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة. وتمكنت قوات الأمن المصرية من منع الغاضبين من اقتحام السفارة ومقر إقامة السفير الجزائري بالقاهرة عبد القادر حجار. وعلى الرغم من قيام الأمن بتهدئة المتظاهرين ومعظمهم من الشباب غير أن اشتباكات وقعت بين المتظاهرين وقوات الأمن. وقال أحد الشباب الغاضبين لصوت النيل "إننا مصرون على رد كرامتنا والحصول على حقنا... نحن نريد السفير الجزائري شخصيا".
وكانت دعوات للتظاهرة قد انطلقت من موقع الفيس بوك لكن موعدها كان محددا صباح الجمعة. واتخذت قوات الشرطة المصرية إجراءات أمنية مشددة لحماية مقر السفارة، والسفير الجزائري بالقاهرة عبد القادر حجار. وتتهم وسائل الإعلام المصرية السفير بتصعيد الأزمة حين رفض نفي وقوع قتلى من المشجعين الجزائريين خلال لقاء منتخبي مصر والجزائر لكرة القدم بالقاهرة السبت 14 نوفمبر، وهو الأمر الذي تداركه السفير بإعلان نفي مطلق لهذه الشائعات
وردد المتظاهرون الغاضبون هتافات تدعو لطرد سفير الجزائر من القاهرة، مطالبين الحكومة المصرية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لاستعادة حقوق المصريين الذين تعرضوا للاعتداء من قبل المشجعين الجزائريين المتعصبين الذين اعتبررتهم وسائل الإعلام المصرية قوات نظامية استعدت للاعتداء على المشجعين المصريين

* لقاء السفير الجزائري مع قناة النيل الرياضية المصرية

شيماء عبد الرؤوف تكتب: ماذا بعد علاقات أيمن نور مع المنظمات الأميركية المشبوهة؟!



أثار اهتمامي ردود الافعال التي جاءت دفاعا عن الدكتور أيمن نور سواء على المدونة أو على حسابي الخاص على الفيس بوك ناهيك عن كم التعليقات التي وردت في صحف اليوم السابع والمصري اليوم وغيرها وترواحت ما بين مؤيد للهجوم على أيمن نور أو غير مصدق لتلك الاتهامات التي وجهتها القوى الوطنية المصرية إلى نور بينما كانت هناك فئة مصدومة تستحث الدكتور نور للتعليق على ما وصفوه بالإدعاءات، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
بصراحة لم أتعجب من كم الأصوات المؤيدة والمدافعة عن هذا الرجل فقد كان لدي الإحساس نفسه بالانجذاب لجرأته وترشحه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
شعرت للوهلة الأولى بالشفقة والتعاطف إزاء قرار حبس نور فهو كان يمثل لأبناء جيلي الحلم في التغيير لصغر سنه أولا ولجدوله الانتخابي ناهيك عن كونه أول مرشح فعلي يخوض الانتخابات الرئاسية بل وينجح في الحصول على المركز الثاني في النتائج النهائية.
لكن سرعان ما رفعت الحصانة عن النائب أيمن نور ثم صدر قرار بسجنه خمس سنوات عقب إدانته في قضية تزوير توكيلات الحزب والتي روج من حبسه أنها قضية ملفقة لأسباب سياسية بعيدة عن القانون ومن هنا بدأت الأحداث تكشف عن وجه آخر لم نكن نعرفه من قبل.
كانت غريبة علينا شجاعة نور النادرة أو التي بدت كذلك، لكن في الخفاء كانت تدعمها مساندة أميركية وصهيوينة ما لبث أن انزاح الستار عنها وقفز الأبطال الحقيقين على مسرح الأحداث وظهر وجه نور الحقيقي منطبعا على جبينه اثنتا عشرة نجمة ومتلحفا بنجمة دواود الكبرى.
تلك ليست مبالغة وحتى لا يتهمني أحدا بالإدعاء على هذا الرجل وبدون تحيز سأعرض الوقائع وسأترك لكم الاستنتاج.

بدأ الأمر عقب حبس الدكتور أيمن نور والضغط الأميركي على مصر للمطالبة بالإفراج عنه واصفة قرار القضاء المصري بأنه "مطبوخ"، بالإضافة إلى أنه عندما طلب النظام المصري بدء مفاوضات التجارة الحرة مع أميركا باعتبارها- طبقاً لرؤية الطرف المصري- شهادة للإصلاح الاقتصادي لمصر، ربط الطرف الأميركي بين الملفين الاقتصادي والسياسي ورفض التفاوض على أساس أن مصر تتحايل على الإصلاح السياسي، ولم تكن مفاجأة لأحد أن يخرج المتحدث باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي بتصريح قال فيه إن "قضية أيمن نور وأداء الحكومة المصرية بشكل عام فيما يتعلق بمسألة الإصلاح الديمقراطي ستلقي بظلالها على العلاقات المصرية الأميركية"، مضيفا أن "قضية نور مؤشر على مدى التزام الحكومة المصرية بالتعددية السياسية والانفتاح واحترام سيادة القانون، وهي أمور جوهرية بالنسبة للعلاقات الثنائية".
وبعد خروجه من السجن بدأ الجزء الثاني من مسلسل التعاون وعقد نور لقاءا مع وفد مؤسسة فريدوم هاوس صاحبة خريطة التمويل المشبوه لدعم منظمات حقوق الإنسان في مصر، وذلك قبل ساعات قليلة من إعلان الحملة المصرية ضد التوريث، وهو الأمر الذي أغضب بالفعل عددا من المشاركين في الحملة وأدى إلى انشقاق في صفوفها عقب انسحاب الناشط السياسي عضو حركة 9 مارس الدكتور يحيي قزاز.
ومن اللافت للنظر محاولات منظمة فريدوم هاوس الحقوقية الأميركية لإلصاق تهمة غياب الديمقراطية للدول العربية والإسلامية والتي يمكن أن نستشف منها نفس إدعاءات الكيان الصهيوني بالدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته في الوقت الذي تتعامى فيه عن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتعذيب في السجون الإسرائيلية وسرقة أعضاء الشهداء وهدم للمنازل وحرق للأراضي الزراعية وتدمير البنى التحتية لمدنه وما يجنيه الشعب العراقي منذ اجتياح أرضه سنة 2003 وما يعيشه الشعب الأفغاني من دمار وقتل وتشريد لكن من المثير للضحك والشفقة معا تقرير تلك المنظمة في الفترة ما بين 2007 إلى 2009 والتي وصفت فيه مصر بالدولة شديدة القمع واعتبرتها مع كوبا والصين من أكثر الدول التي تعرقل بشكل ناجح عمل حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بينما كان هناك معتقل جوانتانامو والمعتقلات الأميركية في دول العالم الثالث- ولن أتحدث عن سجن أبوغريب- يمارس فيه الجنود الأميركيين أبشع أشكال التعذيب وتدهس كرامة الإنسان تحت أقدام الديمقراطية المزعومة.
أما الواقعة الأخيرة التي أود أن أطرحها- وبالطبع أحب أن أقول المثل الشهير ما خفي كان أعظم- تلك الواقعة أثيرت منذ عدة أيام فقط عقب اتهامات وجهتها الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" إلى الدكتور أيمن نور بشأن التعاون مع جهات أجنبية وصفتها بـ"المشبوهة"، مؤكدة أن لديها عدداً من المراسلات الكتابية، التى تؤكد وجود علاقة بين "نور"، منسق الحملة المصرية ضد التوريث، والإدارة الأميركية وبعض المنظمات المعروفة بعدائها للإسلام.

وتضمنت تلك المستندات- التي حصلت صوت النيل على نسخة منها- خمسة خطابات موجهة للدكتور أيمن نور تدعوه- قبل أن يمنعه النائب العام من السفر- إلى الذهاب إلى الولايات المتحدة الأميركية، من بينها خطاب من رئيس منظمة "الوقفية الوطنية من أجل الديمقراطية" (نيد) بالولايات المتحدة الأميركية المعروفة بعدائها للإسلام وهذه هيئة تتبع الكونجرس الأميركي، وتتلقى موازنتها السنوية الضخمة من موارد الخزانة الأميركية مباشرة، وتعد واحدة من أخطر الأقنعة والواجهات التي تعمل المخابرات المركزية الأميركية من خلالها وكانت قد أكدت من قبل أن "الإصلاح السياسى والديمقراطى فى المنطقة لن يتم إلا بعد هزيمة الإسلاميين وعلى رأسهم حزب الله فى لبنان"، ودعا الخطاب نور للمشاركة في أحد مؤتمرات المنظمة كما تضمن بجانب الدعوة إشارة إلى مشاركة مسؤولين من إدارة الرئيس أوباما، وعدد من الأعضاء المؤثرين بالكونجرس الأميركي.
وأكد الخطاب أن نور سيقوم بالتحدث عن تقييم التحديات والفرص أمام الإصلاح الديمقراطى فى مصر، والتى بدأت علاماتها في المنطقة– حسب الخطاب– بـ"سقوط الإسلاميين فى لبنان والكويت".

كما تضمنت الرسائل خطاب آخر من مؤسسة كارنيجي من أجل السلام الدولى، موقعاً من المنسق الرئيسى للمؤسسة ميتشيل دون، يدعو فيه نور ليكون المتحدث الرئيسى فى ندوة عن السياسات وتلك المؤسسة تهدف للترويج للسياسات الأميركية وتعمل تحت شعار نشر الديمقراطية، وهي واجهة معروفة لنشاطات المخابرات المركزية الأمريكية كما أنها ترفض بشكلا معلن خروج إسرائيل من المنطقة.
وأيضا كانت هناك دعوة موجهة من ائتلاف المنظمات المصرية في أميركا- وهي جماعة تضم أعضاء من أقباط المهجر المرتبطين باللوبي الصهيوني الأميركي، والقوة الدافعة فيها لسعد الدين إبراهيم وكميل حليم من أقباط المهجر، وصلة إبراهيم بالإدارة الأميركية معروفة، فهو البوابة الكبرى لتوزيع تمويل بالملايين على جهات مصرية مقربة من أميركا.
ومن المثير أن حركة كفاية رغم اتفاق هدف حملة نور ضد التوريث مع مبادئها الأساسية لكنها اتخذت قرارا بالانسحاب من الحملة، وذلك وفقا لما جاء بصحف الشروق واليوم السابع والمصري اليوم مع أهمية ملاحظة أن جميعها صحف مستقلة، وتجدر هنا الإشارة إلى تصريح المنسق العام لحركة كفاية الدكتور عبد الحيلم قنديل تعليقا على قرار حركته والذي أكد فيه أن "الديمقراطية هي استقرار وطني وليست استعماراً أميركياً مقنعاً".