الخميس، 3 يونيو 2010

متى يستوعب العرب؟

توجهت أنظار رجل الشارع في كل عاصمة من عواصم البلدان العربية إلى الاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات مجزرة أسطول الحرية الذي حمل تآلفا عالميا لتقديم العون للفلسطينيين المحاصرين في غزة ومحاولة كسر حصارهم الذي دام أربع‏ سنوات.‏
ورغم أن العالم العربي بات يؤمن أن قرارات مجالس الجامعة العربية ليست سوى حبرا على ورق وشجبا وإدانة لاحتلال استمر أكثر من ستين عاما لكن تلك المرة كان يحدوهم الأمل في إصادر قرارات صارمة وتنفيذها خاصة مع انطلاق مبادرات إيجابية من قلب المنطقة كرد فعل سريع على العدوان الآثم الذي ارتكبته إسرائيل ليس في حق الشعب الفلسطيني فقط ولكنه أصاب العواصم الغربية أنصار تل أبيب بالصدمة‏ وأميركا التي تسعى حاليا لإجراء مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
بدأت تلك المبادرات بفتح مصر لمعبر رفح الحدودي مع قطاع غزة بدون سقف زمني أمام المعونات الإنسانية ومرور الأفراد والحالات الإنسانية في الاتجاهين، إضافة إلى تبني الكويت خلال جلسة طارئة للبرلمان الكويتي توصية غير ملزمة تدعو الحكومة إلى الانسحاب من مبادرة السلام العربية التي أطلقت في 2002 ردا على الهجوم الإسرائيلي على سفن 'أسطول الحرية' التي كانت تحمل على متنها 18 كويتياً.
وخرج وزراء الخارجية العرب بقرار عدم الاعتراف بالحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، والتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع استثنائي بهدف إصدار قرار برفع الحصار عن غزة، فهل سينجح العرب في ذلك؟
المواطن العربي لا زال يأمل في موقف موحد لا تهزمه الخلافات العربية العربية والصراع حول الريادة إضافة إلى تأثير الأجندة الإقليمية والمصالح الشخصية.. موقف يسعى بجدية إلى الاستفادة من التعاطف الدولي الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي في حشد دعم للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية ورفع الحصانة الدولية من بعض الدول عن إسرائيل خاصة تلك الدول التي تعرض رعاياها للاعتداء ضمن القافلة.
وبعيدا عن المواقف الرسمية نتساءل لماذا تركيا التي تتعاون مع إسرائيل على كل المستويات تتصرف بشكل يوحي بحرصها أكثر من العرب على الفلسطينيين المحاصرين في غزة؟
ولماذا تتحرك إيران وتتبنى دعما غير محدود لحركة حماس؟
الحقيقة واضحة أن القوتين الإقليميتين "تركيا وإيران" تتدركان أن مدخلهما إلى الشرق الأوسط، واليد العليا للدور تكمن تحديدا في القضية الفلسطينية.
لكن السؤال الأهم هو ألا يدرك العرب ذلك؟، وماهو الموقف المتوقع لتعود السيادة للعرب على منطقتهم؟ هل من المنطقي أن نستوعب ما يقال عن أن إسرائيل تخرج عن نطاق رؤية واشنطن؟ هل صحيح أن تل أبيب تتصرف منفردة بعيدا عن الحصول على إذن واشنطن.. هذه بالطبع أمورا ليست منطقية، ولا يجوز تصديقها، ومن ثم التساؤل الأهم ما هي حدود الأمل العربي في واشنطن، وما هي حدود الإدراك بالأساس في طبيعة العلاقة الصهيونية الأميركية.
ألم يحن الوقت للعرب لأن يمتلكوا قرارهم واقعا على الأرض بدلا من ترك كل هذه القوى الإقليمية والدولية تعبث بمقدرات منطقتنا.