الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

جمعية فرنسية تدفع 50 مليون يورو سنويا فى مقابل إعادة تمثال ديلسبس .. تفتكروا ليه؟؟

إلى أرواح شهداء بورسعيد
إلى روح كل مصري استشهد في حفر قناة السويس
إلى روح أبي رحمه الله

وقفت كثيرا عند الصفحة الأولى من الملف الذى يحمل اسم "بورسعيد 56"، يقول البيان الأول الصادر عن منظمة (هاتاشاما) هيئة تحرير شعب مصر: "أيها المواطن، إن الخراب والحرائق التى حلت ببورسعيد هى ثمن العزة والكرامة والشرف والاستقلال. لا تلقوا السلاح وحافظوا عليه ومن الآن فلنقاوم العدو مقاومة سرية، ولينضم كل منكم إلى حركة المقاومة السرية ولا تتركوا مدينتكم نهبا للأعداء، حافظوا على القسم الذى أقسمتموه وإلى المعركة فلا تزال أسلحتنا قوية وحيوية ومتماسكة. احذروا الشائعات والنصر لنا
لا يمكنك وأنت تقلب بين يديك هذه الصفحات من سطور تاريخ عظيم إلا أن تحنى رأسك لهؤلاء الذين صنعوا المجد وأزالوا من على رأس القناة بأيديهم رمز الذل والمهانة وسخرة المصريين، لا يمكنك بالتأكيد وأنت تقلب بين يديك هذه الصفحات من تاريخ مصر العظيم إلا أن توقن أن شهداء مصر العظام لن يسامحوا من يفرط فيما قدمت أيديهم من عزة وكرامة حين أزالوا تمثال ديليسبس الذى كان يرمز لسطوة المستعمر وعنصريته البغيضة فكان حطام القاعدة عند المدخل الشمالى لقناة السويس رمزا لاستعادة مصر سيادتها وحرية قرارها
لقد جاء نبأ كنا نحسبه من كاذب بأن جمعية فرنسية تسمى (محبى فرديناند ديليسبس) عرضت 50 مليون يورو سنويا مقابل إعادة التمثال إلى قاعدته فى المدخل الشمالى للقناة، النبأ نشر فى أكثر من صحيفة بل وجاء فى بعض الأنباء أن محافظ بورسعيد اللواء مصطفى عبداللطيف وافق على عودة التمثال وأن الاستعدادات النهائية قائمة، المهم أن هذه الأنباء تأتى بدلا من أخرى كنا نتوقعها تحتفل بالذكرى 53 لإسقاط هذا التمثال بأيدى رجال المقاومة، وفى نفس الموعد الذى كان يجب أن تحتفل فيه مصر عن بكرة أبيها بذكرى
رحيل آخر جندى بريطانى فى يوم الجلاء 18 يونيو
منذ أكثر من نصف قرن تأكد المستعمرون القدامى بعد قيام الثورة فى 1952 أن العقبة الحقيقية فى طريق أطماعهم هى مصر، ولم يكن هناك سبيل سوى إخضاعها أو إسقاط ثورتها، وانتهزت هذه القوى قرار الراحل جمال عبدالناصر بتأميم القناة فى 26 يوليو 1956 لتبدأ عملية إذلال وإخضاع مصر أو إسقاط نظامها الثائر الذى يسبب صداعا لهم ويهدد مصالحهم الاستعمارية، وبعد العديد من المشاهد الاستعمارية العنصرية المعروفة للجميع كانت صيحة ناصر من الأزهر الشريف ومعه كل مصر "سنحارب"، ليؤرخ المصريون مرحلة جديدة تعيد توزيع القوى وستتهاوى بعد ذلك سيدة البحار وحليفتها فرنسا ليبزغ نجم لمستعمر جديد، وقوى أخرى مكنها تخاذل البعض من إحكام سيطرتها مرة أخرى مستوعبة درس الماضى القريب أن مصر مقبرة للغزاة المدججين بالسلاح فبدلت من أدوت بالية ونهج عفا عليه الزمان
في هذه الأيام نحتفل ـ لمن تذكر ـ بيوم جلاء آخر جندى مستعمر من جنود سيدة البحار فى 18 يونيو 1956، ولم تمر بضعة أشهر إلا وكانت مصر تتعرض لمحاولة غزو شامل باءت بالفشل استقوت فيها بريطانيا بفرنسا وإسرائيل، وفى 29 أكتوبر من السنة نفسها بدأ هجوما شاملا شنته إسرائيل على سيناء لتبدأ الذرائع الممهدة للحرب فأنذرت كلا من بريطانيا وفرنسا مصر وإسرائيل بوقف القتال على أن تقف قوات كل منهما على بعد أميال قليلة من قناة السويس، وأدركت مصر حينها ما يحاك فى ظلمة ليل ويهدف إلى احتلال سيناء والسيطرة على القناة بعد ذلك وبالطبع رفضت الإنذار واعتمدت الخطة الفرنسية البريطانية الإسرائيلية على تطويق الجيش المصرى فى سيناء عبر هجوم شامل على بورسعيد وأدركت القيادة المصرية ذلك فسحبت قواتها من سيناء لكن الخطة استمرت بهجوم واسع النطاق شمل بورسعيد والقاهرة والإسكندرية، ولأن من بين نوايا العدوان إسقاط النظام السياسى المصرى فى ذلك الحين فقصفت طائراته مقر الإذاعة لكن كل عاصمة عربية انطلقت منها عبارة (هنا القاهرة) على موجات إذاعاتها فى تحد واضح لإرادة المستعمر، ولتؤكد أن عهدا جديدا من الحرية يخرج إلى النور
لم يكن النظام المصرى فى ذلك الحين غافلا عما يحاك من مؤامرات، وأسس الحرس الوطنى فى أكتوبر 1953، وهو مجموعات مسلحة شبه نظامية تعتمد على المتطوعين، وصاغ الحرس الوطنى مقاومة منظمة ضد الاستعمار الإنجليزى إلى أن تم الجلاء، ثم ساهم فى العمليات الفدائية ضد العصابات الصهيونية التى تحتل فلسطين مرسلا أول دفعة من الفدائيين فى 8 مارس 1954 إلى غزة، وسقط أول الشهداء على أرض فلسطين محمد بكرى (متطوع من بورسعيد)، والملازم أول (محمد سامى فهمى عوض)، من بلبيس، عادت هذه الدفعة من الفدائيين إلى أرض الوطن فى 17 أكتوبر 1956، وبعد 12 يوما خاضوا مجددا معارك ضد القوات البريطانية والفرنسية، إضافة إلى العمليات الفدائية ضد إسرائيل فى سيناء لتفوت بذلك على العدوان الثلاثى نجاح أهم تكتيكاته العسكرية، وتأسست على الفور العديد من منظمات المقاومة السرية فى بورسعيد توحدت أربع منها فى جبهة المقاومة الشعبية المتحدة التي ضمت أبرز الفصائل المقاومة وهى اللجنة العليا للمقاومة الشعبية، الأحرار الانتقاميون، م.س، المدمرون، واستمرت إلى جانبها فصائل متنوعة للمقاومة، لكن القاهرة رأت ضرورة توحيد هذه الفصائل من المقاومة، وقد كان، فتأسست هيئة تحرير شعب مصر، والتى يرمز لها بـ (هاتاشاما)، وأشرفت المخابرات العامة المصرية على تأسيسها بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر



في بورسعيد المدينة التى حطم أبناؤها تمثال ديليسبس وأسقطوه من علٍ سطرت الدماء الزكية للشهداء من كل أنحاء مصر ملحمة دحر المعتدين، وصاغت المقاومة العالم الجديد فأسقطت الإمبراطورية القديمة ركاما وبدأت مرحلة التحولات الكبيرة، لم يكن ذلك مهماً للمصريين قدر ما كان مهما الدفاع عن كرامتهم وثورتهم التى يريد المستعمر إجهاضها، ولم يهنأ الأعداء بيوم واحد من يوميات العدوان فأرهقتهم المقاومة بشتى الوسائل بالكلمة والسلاح، وبعد تمهيد بالطائرات لمدة ستة أيام كاملة بدأ العدو فى يوم الاثنين الخامس من نوفمبر إسقاط المظليين، فى السابعة صباح ذلك اليوم حسب ما يذكر مؤرخ بورسعيد ضياء القاضى فى الأطلس الرسمى للمدينة أسقط البريطانيون 250 ضابطا وجنديا فى منطقة الجميل ببورسعيد أبيدوا بالكامل واستخدم الأهالى شتى أنواع الأسلحة بما فى ذلك السلاح الأبيض والمواجهة وجها لوجه، ثم أسقط الأعداء دمى وهمية لاكتشاف مواقع المقاومة، ووجهوا قصفهم إليها، ثم أعادوا إسقاط نحو 1200 ضابط وجندى أطلقوا عليهم (الشياطين الحمر) فى منطقتى الجميل والجبانة ببورسعيد فى الساعة 11.30، والساعة 2.30 ظهرا، فى هذه الأثناء أسقط الفرنسيون فى بورفؤاد 400 ضابط وجندى واجهوا مقاومة عنيفة وأبيد عدد كبير منهم لم يتم حصره ما دعا القائد الفرنسى إلى التهديد بنسف بورفؤاد إذا لم تتوقف المقاومة (بالمناسبة بورفؤاد هى النقطة الوحيدة فى سيناء التى لم يتمكن العدو الإسرائيلى من احتلالها فى عدوان 1967)، وأسقط الفرنسيون 350 جنديا وضابطا فى منطقة الجبانة ببورسعيد لكنهم أبيدوا بالكامل، وفى يوم الثلاثاء السادس من نوفمبر تعرضت بورسعيد لقصف مكثف وتحت وابل من الأدخنة الكثيفة بدأت الأساطيل الإنجليزية والفرنسية فى إنزال الدبابات والمركبات إلى بورسعيد لكن المدهش أنهم اختاروا رصيف ديليسبس لإنزال قواتهم
استمرت المعركة الكبرى حتى يوم 18 ديسمبر عندما وصلت إلى المدينة أفواج من قوات البوليس المصرى "على متن قطار ترفرف عليه أعلام مصر استعدادا لاستلام المدينة بعد جلاء القوات معتدية"، ضياء القاضى، أطلس بورسعيد، لقد ضل المعتدون طريقهم فقد رسخ فى اعتقادهم أن هذا العدوان سيعيد مصر إلى حظيرة مستعمراتهم، وسيقضون عبرها على حركة التحرر العربى والعالمى التى قادها عبدالناصر من القاهرة، لذلك انتهى التخطيط للعدوان قبل أيام من التنفيذ، ووقع المتآمرون وثيقة سيفر السرية والتى كان نصها على النحو التالي
لا تنشر إلى الأبد
بروتوكول سيفر
24/10/1956
تقوم القوات الإسرائيلية بخلق حالة صراع مسلح على مشارف قناة السويس لتستغلها بريطانيا وفرنسا كذريعة للتدخل العسكري ضد
مصر
توفر القوات الجوية الفرنسية الحماية الجوية لإسرائيل كما توفر القوات البحرية الفرنسية الحماية البحرية للمياه الإقليمية الإسرائيلية
تصدر بريطانيا وفرنسا إنذارا مشتركا لكل من مصر وإسرائيل لوقف أعمال القتال والابتعاد عن القناة مع قبول مصر احتلال منطقة القناة احتلالا مؤقتا بواسطة القوات الأنجلو فرنسية لحماية الملاحة البحرية فيها
تقوم القوات الجوية البريطانية بتدمير المطارات والطائرات والأهداف العسكرية المصرية وتحقق السيطرة الجوية فى سماء مصر
تدافع فرنسا عن موقف إسرائيل فى الأمم المتحدة وفى الوقت نفسه تبذل بريطانيا جهودها بصفة سرية بالاتصالات الخاصة لمساندة إسرائيل دون أن تكشف علانية عن ذلك حتى لا يضار مركزها فى الوطن العربي
وقع الاتفاق كل من
باتريك دين المستشار القانونى للحكومة البريطانية وكريستيانبينو وزير خارجية فرنسا ودافيد بن جوريون رئيس الوزراء ووزير دفاع إسرائيل، واتفق على أن يحتفظ كل طرف بنسخته ولا يظهرها أبدا
توقيعات
موشى ديان ـ جى موليه ـ دافيد بن جوريون ـ انتونى ايدن
الأمر إذن واضح وجلى، يريدون ضمان السيطرة على أهم مجرى ملاحى فى العالم، على مقدرات وموارد المصريين بعدما سخروهم فى حفر القناة وكانوا يتصورون أنهم سيظلون بلا مدى




من بين منشورات المقاومة (هاتاشاما) "القراصنة يهزلون فى مأتم"، ويقول المقاومون فى مقطع منه ردا على ما أشاعته قوات الاحتلال من أن عبدالناصر سيقطع الماء عن بورسعيد: "أيها القراصنة الأنجاس... لقد صنعتم فى بورسعيد مأتما ثم أخذتم تهزلون وتعربدون، إن الحياة معكم فى بلد واحد تافهة ولا تستحق أن يحياها حر، فمرحبا بإعدام جمال عبدالناصر لنا إذا كان طوعا أو كرها
وكانت المنشورات وصور ناصر تؤرق الأعداء، فى هذه الأثناء كانت مطبعة الاعتماد لصاحبها السيد المغربى هى الموقع السرى لطباعة منشورات المقاومة، وازدادت شكوك الإنجليز فى هذه المطبعة فاقتحموها وسرقوا منها أكليشيه صورة عبدالناصر لكنهم أبدا لم يتمكنوا من اكتشافها كمطبعة للمقاومة (هاتاشاما)، وبين أيدينا المنشورات التى احتفظ بها ورثة الراحل السيد المغربى لأكثر من نصف قرن لتكون شاهدا على بطولات مقاومة المصريين للمعتدين الغزاة، ويشير رئيس هيئة تحرير شعب مصر أمين العصفورى فى كتيب صدر يحمل هذه المنشورات فى ديسمبر 1956 إلى الجندى المجهول المسئول عن تشكيل المنشورات (مختار فكرى إبراهيم)، ويقول عنه "كان لهم دائما بالمرصاد، يقدم المنشور للمطبعة تلو الآخر ويحاول جاهدا أن يتقصى أخبار العدو ويسفه أحلامه ويؤرق منامه، إنه المسئول عن تشكيل منشورات هاتاشاما
وهاهو منشور آخر يطرح أسئلة تطلب أجوبة، منها أن قيادة القرصنة أمرت جنودها بربط أسلحتهم فى سواعدهم أو فى وسطهم خوفا من اختطافها من قبل الأهالى، ويتساءل المنشور "هل تستطيع هذه القيادة أن تقول إن كانت مثل هذه الأوامر قد صدرت من قيادة جيش آخر غيرهم خاصة فى مدينة صغيرة مثل بورسعيد؟"، وفى منشور آخر معنون "هذه القناة لا نريدها"، يقول المقاومون: "أيها الإنجليز والفرنسيون الملاعين... نعم إن التأميم قد محا (سعيد باشا) الخائن وامتيازه من الوجود، وبقى (البور) ونحن لا نريد غير ذلك، لا نريد إلا أن تظل بلدنا (بورت) أى ميناء فقط كميناء الإسكندرية، أما القناة فلا نريدها وكفانا ما لاقينا بسببها من الإذلال سبعين عاما أو يزيد، إننا لم نستفد من هذه القناة شيئا، وإذا ما ردمت نهائيا فلن نخسر شيئا، وإنما الذي سيخسر هم أنتم يا دعاة المدنية البربرية فى العالم، ولهذا لا نريدها، أما جمال عبد الناصر وإخوانه فى القاهرة فنحن نعلم أنهم لن يسكتوا على اقتطاع هذه القطعة العزيزة من أرض الوطن وإنما سيجلونكم عنها (كما سبق) إن طوعا أو كرها، ونحن نعلم أنهم لن ينسونا، ونعلم أيضا أن (الفوائد الغامضة) التى تزعمون أنهم يريدونها لأنفسهم ليست غامضة علينا وإنما هى واضحة لنا كل الوضوح فهى تتلخص فى أن تعيش مصر كلها حرة بالقناة أو بغير القناة، إننا لا نزال نأكل من خير مصر ولم تنسنا القاهرة كما زعمتم بل إنكم تأكلون معنا من خيرها، وتشربون معنا من مائها، فوفروا تعبكم فلن تجدوا منا واحدا يتعاون معكم فى أى عمل مهما صغر شأنه إنكم تلقون بوريقاتكم القذرة من الهواء وقد ذهب كلامها فى الهواء، ولعنة الله على الظالمين، عاشت مصر وعاش بطل التأميم جمال عبدالناصر. هاتاشاما

إسقاط رمز الاستعمار


في اليوم التالي مباشرة لرحيل قوات العدوان خرج أبناء بورسعيد عن بكرة أبيهم لكن هالهم ما رأوه.. يقول يحيى الشاعر أحد رجال المقاومة فى بورسعيد
ما كاد الشعب يفتح عيونه فى الصباح المبكر ويتوجه إلى منطقة رصيف ديليسبس ليتأكد من مغادرة آخر السفن وعدم تواجدها على خط الأفق، حتى صدمته رؤية ما تركه خلفهم جنديان فرنسى وبريطانى فوق التمثال مما زاد من غضبهم الفورى، فقد قام آخر الجنود البريطانيين والفرنسيين الذين كانوا يحرسون مقر الجنرال ستوكويل فى مبنى فندق وكازينو بالاس فى مساء اليوم السابق، وسمحا لنفسهما بربط علمين بريطانى وفرنسى متوسطى الحجم على يد تمثال ديليسبس اليمني, وعلاوة على ذلك فقد وضعا على رأس التمثال غطاء رأس بيريه من وحدة مظلات فرنسية ولزيادة الأمر سوءا، قاما بدهن التمثال بطبقة شحم كثيفة، كما وضعا الشحم على ذراعه الممتدة والمثبت فيها العلمان البريطانى والفرنسى المذكوران لمنع الأفراد من التسلق وانتزاعهما دلالة على استمرار سيطرتهم المعنوية على المدينة، ولما شاهدت مجموعات الشعب هذا المنظر المستفز، حاول العديد من الأفراد التسلق على التمثال وقاعدته، إلا أن طبقة الشحم التى دهن بها التمثال ومنصة قاعدته منعا من التسلق، ولم يتمكنوا منه، فلم يتوان المواطنون وطلبوا مساعدة المطافئ بإمدادهم بإحدى السلالم الطويلة من معداتهم حتى يتسلقوا إلى قاعدة التمثال ويتمكنوا من نزع العلمين الأجنبيين، وفى الحال، تجاوب رجال المطافئ فأسرعوا ومعهم السلم الطويل على عجلتين وتقدموا على الرصيف وضعوه على الجهة الجنوبية حيث أمدوه ولما استكملت درجاته انتشارها، تسلق أحد المواطنين وانتزع العلمين وألقى بهما للجماهير الشعب المتجمعة حول القاعدة الضخمة وفى الأرض الفضاء بجانب قاعدة التمثال، وما كاد العلمان يصلان للأرض حتى داس المتجمعون عليهما فى غضب بأقدامهما وبصقوا عليهما وبدأوا فى تمزيقهما إلى قطع صغيرة وأخيرا أشعلوا فيهما النار تعبيرا عن الغضب وبدأت السماء تمتلئ بالهتاف "الله أكبر، تحيا مصر، يعيش جمال عبد الناصر


كل هذا نضعه بين يدى محافظ بورسعيد اللواء مصطفى عبداللطيف، ولنفكر قليلا، بعد أكثر من نصف قرن من الزمان لماذا يريد الفرنسيون إعادة تمثال ديليسبس الذى أسقطه المقاومون، وانظر إلى الصفقة (50 مليون يورو سنويا مقابل إعادة التمثال) يا سلام (هى الحداية بترمى كتاكيت)؟
على الفيس بوك نشأت مجموعة تحت اسم (ضد عودة تمثال ديليسبس)، وأحد الاقتراحات للرد على محاولات طمس دماء الشهداء من مصرية طالبت بحملة اكتتاب عام لإقامة تمثال يرمز للمصرى الذى حفر القناة بدمائه بدلا من تمثال يرمز للمستعمر تذكرنا فيها بحملة المصريين للاكتتاب لإقامة تمثال نهضة مصر على أن يشارك فى وضع تصوره مجموعة عمل من الفنانين المصريين، فهل منا من يبدأ؟