الاثنين، 28 يونيو 2010

في تطور خطير: ستة من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين يطالبون باجتماع طارئ لإنقاذ سمعة المجلس وتفعيل قراراته واحترام الأعراف النقابية

تقدم ستة من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين بمذكرة إلى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين يطلبون عقد اجتماع طارئ لمجلس النقابة لبحث الوسائل الكفيلة بإنقاذ سمعه المجلس وتفعيل قراراته وإعادة اللحمة إليه واحترام القانون والمبادئ والأعراف النقابية طبقا لنص المذكرة، وأكد الموقعون على المذكرة وهم الزملاء صلاح عبدالمقصود وجمال فهمي ومحمد عبدالقدوس وعبير سعدي وجمال عبدالرحيم وياسر رزق أن ما حدث في اجتماع المجلس الأخير يؤكد ويقوي الانطباع الذي يستفحل ويستشري باطراد في أوساط الصحفيين بأن النقابة لم تعد ملاذ الصحفي ولا الحصن الذي يتحصن به ويحتمي في مواجهة قوة عسف الإدارة بل ربما العكس وأصبحت النقابة الساحة الخلفية الملحقة بنادي رؤساء مجالس إدارات ورؤساء التحرير. 
وفيما يلي نص البيان:
السيد الأستاذ النقيب  
الزميل الأستاذ السكرتير العام 
تحية وبعد..  
نلاحظ بأسف وأسى تنامي ظاهرة التفرد بإدارة بعض الشئون المهمة للنقابة بعيدا أو في غيبة مجلسها الشرعي المنتخب وإهدار قراراته والتهرب من تنفيذها والالتفاف عليها. 
لقد تفاقمت هذه الظاهرة مؤخرا إلى درجة صياغة محضر اجتماع المجلس المنعقد في 7/6/2010 على نحو يخالف حقيقة ما جرى في هذا الاجتماع بشأن قرار المجلس بتفعيل سلطة النقابة وولايتها المطلقة على جداول عضويتها ومن ثم منح الزميل سراج وصفي حقه القانوني ونقل قيده من جدول تحت التمرين إلى جدول المشتغلين بعد انتهاء مهلة الأسبوع التي منحها المجلس في هذا الاجتماع للزميل وكيل النقابة ليحاول تنفيذ التسوية التي تم التوصل إليها بخصوص مشكلة الزميل مع إدارة مؤسسة روزاليوسف بسبب نقله تعسفيا (قبل أربعة شهور) وبالمخالفة لكل الأعراف المهنية إلى مكتب المؤسسة في الإسكندرية، وكان المغزى من صياغة قرار المجلس الأصلي على هذا النحو وعدم الربط بين تنفيذ التسوية من عدمه وبين موضوع القيد، هو استخدام سلطة النقابة (كما حدث مئات المرات من قبل) لحماية الزميل سراج من تعسف رئيس تحرير روزاليوسف وسد باب قد يتم استخدامه للتنكيل بالزميل وتعطيل حصوله على حقه.  
غير أن ما جرى في الاجتماع السابق للمجلس بتاريخ 23/6/2010 عندما أصر النقيب والسكرتير العام على "تعديل جنس" القرار ومنح رئيس تحرير روزااليوسف فرصة التحكم في حصول الزميل سراج على حقه من نقابته، في وقت كان النقيب بنفسه يتدخل للإسراع بقبول طلب قيد إحداهن في جداول النقابة رغم اعترافها أمام لجنة القيد بما يؤيد الطعون والشبهات المثارة ضدها بأنها لا تعمل بالصحافة وإنما في سكرتارية رئيس مجلس إدارة إحدى المؤسسات الصحفية القومية، ما دفع اللجنة إلى إرجاء البت في طلبها. 
هذا الذي جرى وانتهى بانسحاب النقيب وإصرار البعض على إجهاض اجتماع المجلس وفضه دون سبب، كانت نتيجته المباشرة هي تأكيد وتقوية ذلك الانطباع الذي صرنا نشعر به مؤخرا ونراه وهو يستفحل ويستشري باطراد في أوساط الزملاء أعضاء النقابة، وخلاصته أن هذه الأخيرة ـ في ظل الأوضاع الحالية ـ لم تعد ملاذ الصحفي العادي ولا الحصن الذي يتحصن به ويحتمي في مواجهة قوة وعسف الإدارة، بل ربما كان العكس هو الصحيح الآن، أي أن النقابة أضحت تنزلق يوما بعد يوم لتسكن صورة الساحة الخلفية الملحقة بنادي رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية بالذات.  
وبناء على كل ما فات فإننا نتقدم بهذا الطلب القانوني لعقد اجتماع طارئ لمجلس النقابة يوم الأربعاء المقبل الموافق 30/6/2020 لبحث الوسائل الكفيلة بإنقاذ سمعة هذا المجلس وتفعيل قراراته وإعادة اللحمة إليه على أساس صلب قوامه احترام القانون والمبادئ والأعراف النقابية وفي مقدمتها إعلاء مصالح الزملاء أعضاء النقابة ووضع حقوقهم وكرامتهم فوق كل اعتبار. 
واقبلوا وافر المودة والاحترام  
تحريرا في 28/6/2010 
الموقعون:  
صلاح عبدالمقصود
جمال فهمي
محمد عبدالقدوس
عبير سعدي
جمال عبدالرحيم
ياسر رزق




أحمد رجب: أنا ضد ترشيح البرادعى

بصراحة كده ومن غير لف ولا دوران أنا ضد ترشح البرادعى لمنصب رئاسة مصر. ومصر المعنى والملمح تعنى لنا الكثير.. "مصر، يعنى ملح الأرض المنتشر من بورسعيد لحد أقصى الصعيد، عمال وفلاحون وجنود ومثقفون وحتى رأسماليون وطنيون ساهموا وبعضهم ما زال فى بناء وتنمية مصر".
وبافتكر كل ما طالعت أنباء البرادعى كلام أحمد فؤاد نجم "محفلط مزفلط كتير الكلام.. عديم الممارسة عدو الزحام".. والبرادعى ينطبق عليه الشطر الثانى من هذا البيت، لكن الأول فليس ناجحا فيه حتى.. أعرف أن لديه عقلا كبيرا، لكن الرجل قال عندما سألوه عن برنامجه: "ليس عندى برنامج".
تلقيت على بريدى بيانا من المؤتمر الناصرى العام يرفض فيه البرادعى، ويتساءل ماذا قدم؟ ويندهش البيان من الموقف العام للقوى الوطنية التى ساهمت فى ترشيح البرادعى و"كأن مصر ليس فيها من يصلح للترشح".
وبخلاف هذا البيان، أدرك أن قوى وطنية وسياسية عديدة تشترك فى رفض فكرة ترشح البرادعى، ولا يعنى هذا قبول من ينوى الترشح للرئاسة حتى الآن.
آثرت الصمت منذ فترة طويلة، ولم أعلق حتى فى حواراتى الجانبية مع أصدقائى على ترشح البرادعى الذى كان له بعض الفوائد ربما أهمها إزاحة بعض المؤثرين من المرشحين من الطريق تماما، سواء على قوة الحزب الوطنى أو على قوة المعارضة.
لكنى أقول ما سمعته من صديق عزيز كان له دوره البارز فى التاريخ الوطنى المصرى على مدار سنوات طويلة، قال لى صديقى "إن أى جندى شارك فى حرب أكتوبر أو عامل ساهم فى بناء السد العالى له الحق أكثر من البرادعى فى الترشح لرئاسة مصر".
لم يسمعنا البرادعى صوته إلا عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو يقبل بأمور ربما لم يحن الكشف عن بعضها، خصوصا فى الملف العراقى.
ولم يسمعنا البرادعى صوته فى أزمة كان طرفاها "مصر وليبيا" من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، وتتعلق بحق الدولتين فى بناء قدرات ردع نووى.
فاجأنى جيل وأبناء أحبهم ولدوا فى التسعينيات عندما سألونى يوم عاد البرادعى إلى مصر ألن تكن معنا مستقبلا، ولم أرد حينها لكنى كنت مندهشا أتابع بلا صوت، وأرصد رموز وتيارات تستقبل البرادعى مؤثرة فى الحركة السياسية العامة.. لكنها الحركة الموجودة فى القاهرة فى قلب العاصمة بعيدة عن العمال والفلاحين والمزارعين البسطاء وأبناء الأقاليم.. بعيدة بالفعل عن ملح الأرض الذى يشكل ملامح الوطن.
وقطعا لا أشكك فى هؤلاء بالمطلق، بل أكن لعديد منهم احتراما كبيرا والبعض منهم كانوا رفاقا فى صف واحد ضد الاستعمار والصهاينة.
لكن دعونى أوجه أسئلة محددة للدكتور البرادعى ربما أجاب عنها هو أو أى من المتحدثين باسمه:
..لماذا فى رأيك حصلت على جائزة نوبل؟
..ما هى خططك لمستقبل الملايين من الشباب المصريين المنتشرين فى ربوع البلاد وعلى رءوس الطرق وفى الغيطان والمصانع؟
..ما هو برنامجك لمواجهة التسلح فى المنطقة؟ وهل تقبل بناء برنامج تسلح للردع فى مواجهة تعاظم قدرات الدمار الشامل على حدودنا الشرقية؟
..بعد الأزمة المالية العالمية، واضطرار حكومات كبرى مثل الولايات المتحدة وغيرها إلى إجراءات اقتصادية تلخص فكرة التأميم للعديد من المؤسسات الاقتصادية، كيف ترى إستراتيجية التنمية الأمثل لمصر فى هذه المرحلة؟
هذه مجرد تساؤلات ليس من بينها حتى رؤيته لمعالجة أزمة دول حوض النيل ولا الكثير من الملفات الإستراتيجية المؤثرة على مستقبل البلاد.
وللبرادعى وجه إيجابى آخر، فقد لخص لصناع فلسفة النظام السياسى المصرى حجم هائل من رفض المصريين للفوضى المنظمة، وشيوع الفساد، وعجز السلطة التنفيذية عن بلورة مفاهيم ومواقف محددة من الأزمة التى تعيشها مصر.
والبرادعى أيضا فجر موقفا عاما يرفض أن يكون رئيس مصر بلا الحد الأدنى من الثقل السياسى والدولى، وأكد للنظام أن الناس يعرفون جيدا قدر مصر إقليميا ودوليا، والكثير ممن سألتهم لماذا تؤيدون البرادعى سألونى وهل هناك من هو أفضل.
إن المصريين يحلمون بمرشح وطنى غيور على البلاد شجاع فى مواجهة العجز، يدرك قيمة مصر العربية المسلمة، وتأثيرها فى محيطها العربى والإقليمى، وصاحب رؤية تنموية تنتصر على الفساد.
الجميع كبارا وصغارا يؤكدون أن البلاد تمر بمرحلة مخاض تاريخى، لكنهم أيضا يجمعون على أن الناس تلوح بالرفض، لكنها لن تسلم الراية إلا لمن هو قادر على حملها، أعود فأكرر كلمات صديقى.. إن أصغر جند شارك فى حرب أكتوبر، أو عامل شارك فى بناء السد العالى هو أجدر وأحق بأن نسلم له الراية.