الاثنين، 28 يونيو 2010

أحمد رجب: أنا ضد ترشيح البرادعى

بصراحة كده ومن غير لف ولا دوران أنا ضد ترشح البرادعى لمنصب رئاسة مصر. ومصر المعنى والملمح تعنى لنا الكثير.. "مصر، يعنى ملح الأرض المنتشر من بورسعيد لحد أقصى الصعيد، عمال وفلاحون وجنود ومثقفون وحتى رأسماليون وطنيون ساهموا وبعضهم ما زال فى بناء وتنمية مصر".
وبافتكر كل ما طالعت أنباء البرادعى كلام أحمد فؤاد نجم "محفلط مزفلط كتير الكلام.. عديم الممارسة عدو الزحام".. والبرادعى ينطبق عليه الشطر الثانى من هذا البيت، لكن الأول فليس ناجحا فيه حتى.. أعرف أن لديه عقلا كبيرا، لكن الرجل قال عندما سألوه عن برنامجه: "ليس عندى برنامج".
تلقيت على بريدى بيانا من المؤتمر الناصرى العام يرفض فيه البرادعى، ويتساءل ماذا قدم؟ ويندهش البيان من الموقف العام للقوى الوطنية التى ساهمت فى ترشيح البرادعى و"كأن مصر ليس فيها من يصلح للترشح".
وبخلاف هذا البيان، أدرك أن قوى وطنية وسياسية عديدة تشترك فى رفض فكرة ترشح البرادعى، ولا يعنى هذا قبول من ينوى الترشح للرئاسة حتى الآن.
آثرت الصمت منذ فترة طويلة، ولم أعلق حتى فى حواراتى الجانبية مع أصدقائى على ترشح البرادعى الذى كان له بعض الفوائد ربما أهمها إزاحة بعض المؤثرين من المرشحين من الطريق تماما، سواء على قوة الحزب الوطنى أو على قوة المعارضة.
لكنى أقول ما سمعته من صديق عزيز كان له دوره البارز فى التاريخ الوطنى المصرى على مدار سنوات طويلة، قال لى صديقى "إن أى جندى شارك فى حرب أكتوبر أو عامل ساهم فى بناء السد العالى له الحق أكثر من البرادعى فى الترشح لرئاسة مصر".
لم يسمعنا البرادعى صوته إلا عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو يقبل بأمور ربما لم يحن الكشف عن بعضها، خصوصا فى الملف العراقى.
ولم يسمعنا البرادعى صوته فى أزمة كان طرفاها "مصر وليبيا" من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، وتتعلق بحق الدولتين فى بناء قدرات ردع نووى.
فاجأنى جيل وأبناء أحبهم ولدوا فى التسعينيات عندما سألونى يوم عاد البرادعى إلى مصر ألن تكن معنا مستقبلا، ولم أرد حينها لكنى كنت مندهشا أتابع بلا صوت، وأرصد رموز وتيارات تستقبل البرادعى مؤثرة فى الحركة السياسية العامة.. لكنها الحركة الموجودة فى القاهرة فى قلب العاصمة بعيدة عن العمال والفلاحين والمزارعين البسطاء وأبناء الأقاليم.. بعيدة بالفعل عن ملح الأرض الذى يشكل ملامح الوطن.
وقطعا لا أشكك فى هؤلاء بالمطلق، بل أكن لعديد منهم احتراما كبيرا والبعض منهم كانوا رفاقا فى صف واحد ضد الاستعمار والصهاينة.
لكن دعونى أوجه أسئلة محددة للدكتور البرادعى ربما أجاب عنها هو أو أى من المتحدثين باسمه:
..لماذا فى رأيك حصلت على جائزة نوبل؟
..ما هى خططك لمستقبل الملايين من الشباب المصريين المنتشرين فى ربوع البلاد وعلى رءوس الطرق وفى الغيطان والمصانع؟
..ما هو برنامجك لمواجهة التسلح فى المنطقة؟ وهل تقبل بناء برنامج تسلح للردع فى مواجهة تعاظم قدرات الدمار الشامل على حدودنا الشرقية؟
..بعد الأزمة المالية العالمية، واضطرار حكومات كبرى مثل الولايات المتحدة وغيرها إلى إجراءات اقتصادية تلخص فكرة التأميم للعديد من المؤسسات الاقتصادية، كيف ترى إستراتيجية التنمية الأمثل لمصر فى هذه المرحلة؟
هذه مجرد تساؤلات ليس من بينها حتى رؤيته لمعالجة أزمة دول حوض النيل ولا الكثير من الملفات الإستراتيجية المؤثرة على مستقبل البلاد.
وللبرادعى وجه إيجابى آخر، فقد لخص لصناع فلسفة النظام السياسى المصرى حجم هائل من رفض المصريين للفوضى المنظمة، وشيوع الفساد، وعجز السلطة التنفيذية عن بلورة مفاهيم ومواقف محددة من الأزمة التى تعيشها مصر.
والبرادعى أيضا فجر موقفا عاما يرفض أن يكون رئيس مصر بلا الحد الأدنى من الثقل السياسى والدولى، وأكد للنظام أن الناس يعرفون جيدا قدر مصر إقليميا ودوليا، والكثير ممن سألتهم لماذا تؤيدون البرادعى سألونى وهل هناك من هو أفضل.
إن المصريين يحلمون بمرشح وطنى غيور على البلاد شجاع فى مواجهة العجز، يدرك قيمة مصر العربية المسلمة، وتأثيرها فى محيطها العربى والإقليمى، وصاحب رؤية تنموية تنتصر على الفساد.
الجميع كبارا وصغارا يؤكدون أن البلاد تمر بمرحلة مخاض تاريخى، لكنهم أيضا يجمعون على أن الناس تلوح بالرفض، لكنها لن تسلم الراية إلا لمن هو قادر على حملها، أعود فأكرر كلمات صديقى.. إن أصغر جند شارك فى حرب أكتوبر، أو عامل شارك فى بناء السد العالى هو أجدر وأحق بأن نسلم له الراية. 

هناك تعليق واحد:

  1. كنت عايز أعلق في اليوم السابع لكن أصابتني التعليقات السخيفة باشمئزاز وحين وجدت مقالك في الفيس بوك ووصلت الى هنا أصابتني راحة بأن أكون أول المعلقين...ربما تكون قد لمست وترا مهما وحساسا.. انا شخصيا خرجت لاستقبال البرادعي في المطار... وبصراحة لا أعرف عنه شيئا بالمرة لكن كما أصبت في مقالك نحن نريد شخصية ذات ثقل من ناحية ومن ناحية ثانية نريد أي حد بس ما يكونش من العائلة أو من الحزب الوطني لأننا خلاااااااص مش قادرين... ومع أني ألمح في كلامك نبرة ناصرية وهو ما أختلف معه تماما لكن لك الحق في أن تقول ذلك... ولك أيضا الحق في أن تؤيد حمدين صباحي بطريقتك...وأرحب بحوار حقيقي حسب دعوتك على الفيس بوك المهم أن تتاح فيه الحرية والشفافية...

    ردحذف

مرحبا بتعليقاتكم