الأحد، 15 نوفمبر 2009

مرة تانية: هالة مصطفى والمرشحون نقباء للصحفيين والتطبيع


زميلة معهد تابع للإيباك، وصديقة الألوان البرتقالية والوردية


يعني بصراحة شديدة أنا مندهش...نقيب الصحفيين حتى الآن لم يرد على لجنة الإيباك، وبينما رفضت النقابة في عهد عارف مليون و350 ألف دولار أميركي قبلت في عهد مكرم بـ 2 مليون جنيه مصري لزوم شوية أجهزة للكمبيوتر، ومعامل تدريب... شكرا للراعي الأميركي هذه المعونة السخية التي لا نعرف عنها أي شئ إلى الآن.. عموما هذا ليس موضوعنا.. لكن أقول في نفسي ربما النقيب الحالي مكرم محمد أحمد لا يرغب في إثارة الأميركان فيقطعوا الماء والكهرباء عن النقابة، لكن مولد سيدي الأميركاني انتهى يوم الأربعاء، وانتظرنا ردا من السيد النقيب لكنه لم يفعل وربما لن يفعل...ولعله لا يريد أن يغضب الإيباك فكفاهم غضبا منا ومن الصحفيين المصريين إذ أصبحت النقابة من وجهة نظر الإيباك بقدرة قادر "مسيطر عليها من الإسلاميين، ومن الصحفيين المعارضين".

وبما أن النقيب لا يريد أن يرد عليهم فهل يروي ظمأنا إلى رد يشفي غليل الصحفيين أحدا من النقباء المرشحين؟؟
دعونا نتحول إلى سيرة التطبيع العميق للدكتورة هالة ونتابع معا مفاجآت ليست في الحسبان، لكن المفاجأة الأكبر أن لا شئ مما سأذكره في السطور التالية يعد سرا، ببساطة شديدة هذه معلومات موثقة بل ومنشورة... لكن للأسف الشديد ربما تصبح بعد نشرها اليوم سبقا صحافيا في مصر!
لماذا انبرى اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية للدفاع عن السيدة هالة مصطفى؟؟ ببساطة شديدة لأنها واحدة من الباحثين الأكفاء الذين يحملون صفة (زميل زائر) في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والمعهد تابع رسميا للجنة الإيباك، أو بمعنى أدق: أحد الأذرع البحثية للإيباك.
لماذا تهاجم الإيباك الصحفيين المصريين، وتدافع عن موقف هالة مصطفى؟.. إذا عرف السبب بطل العجب، لأنها ببساطة شديدة أيضا واحدة من المشاركين بفاعلية مؤتمر «فاينبرج» اليهودي الأمريكي، وهو مؤتمر ينعقد دوريا لمناقشة قضايا الشرق الأوسط ويشارك فيه كبار خبراء الإيباك.
وحين أعلن الأميركي الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة قبل الحاصل على جائزة نوبل باراك أوباما والذي انتهى عهده بحذاء الزيدي، جورج بوش، حين أعلن عن برنامجه لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط ساهمت الدكتورة هالة في فعاليات مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، وهذه المنظمة هي صاحبة الألوان الوردية، والبرتقالية والله أعلم ما هي ألوانها المقبلة.... المؤسسة هذه أيضا على صلة وثيقة بمنظمة الإيباك، وهي الداعمة للثورة (البرتقالية) في أوكرانيا، والثورة (الوردية) في جورجيا، وساهم بعض الخبراء من المشاركين في فعاليات هذه المؤسسة مؤخرا في (ثورة الأرز اللبنانية).. يعني تتوافر لديهم كل الألوان حسب الطلب.
وسبق للدكتورة مصطفى نشر ورقتها البحثية (سياسة ترقية الديمقراطية الليبرالية في مصر) ورعت ومولت الورقة مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية صاحبة الألوان إياها.

ثم من الذي انبرى للدفاع عن هالة مصطفى... ديفيد شينكر، ونشر في مشروع جامعة هارفارد (إستراتيجية الشرق الأوسط) تحليلا يدافع فيه عن هالة مصطفى معتبرا أن (مثل هذه النقابات – يقصد نقابة الصحفيين باعتبارها نقابة وحشة سيئة الأخلاق – كانت أداة مؤثرة في منع تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل)...
ويضيف شينكر: "إن ما تعرضت له صحفية مصرية مؤخرا بعد استقبالها مسئولا إسرائيليا بمكتبها منتصف سبتمبر أحدث الأمثلة على تخاذل الحكومة المصرية أمام مقاطعة النقابات المهنية لإسرائيل".
وليس الأمر غريبا فشينكر هذا يهودي أمريكي، باحث ومدير برامج السياسات العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وخبير شؤون سوريا ولبنان والأردن وفلسطين بمكتب وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد حتى سنة 2005، وهو حتى الآن أحد الخبراء المهمين في البنتاجون.

ونظرا للدور البحثي الكبير للدكتورة هالة في المعهد المدعوم من الإيباك، ويعمل في إطاره فقد شاركت في تحليل مشترك مع ديفيد ماكوفسكي تحت عنوان: (بناء الديمقراطية العربية)، وهو ليس سرا إذ نشره موقع المعهد، ونشرته صحيفة الواشنطن بوست التي رأت (تطابقا بين وجهتي نظر الشريكين) طبعا المقصود الدكتورة هالة وشريكها ماكوفسكي. وماكوفسكي هذا مدير مشروع معهد واشنطن حول عملية السلام في الشرق الأوسط، يعني معهد دراسات الإيباك... وعضو في المجلس الاستشاري حول الشرق الأوسط بمنظمة البحث عن أرضية مشتركة، وأنا مش عارف حاجة عن هذه المنظمة.. لكن الأهم أن ماكوفسكي من أكبر القامات اليهودية في أميركا المؤيدة لإسرائيل.
.... في يوم الاثنين الموافق 20 أكتوبر سنة 2008 نشرت صحيفة المصري اليوم حوارا ساخنا جدا مع الدكتورة هالة مصطفى.. كان عنوانه: هالة مصطفي تتحدث لـ«المصري اليوم» من خط النار في الحزب الوطني:مشكلتي أنني عجزت عن التعامل مع «شلة» لجنة السياسات.... وقالت السيدة هالة في الحوار " لم أقدم استقالتي لأن من يحاربونني يريدون إجباري علي الاستقالة، ليبدو الأمر كأنني أنا المشكلة،وأنت أمام نظام مفتوح يستوعب الجميع والدليل أن الحزب تحملني علي مدي ما يقرب من ٥ سنوات، في حين لا أحد يري الصورة من الداخل وحجم الضغوط التي أتعرض لها. كذلك فإن الاستقالة ستصور علي اني ضد الإصلاح من الداخل، علي عكس ما أؤمن به. لا أعرف من أين أتوا بموضوع الأجندة الخارجية ولماذا الربط بيني وبين أمريكا، واستبعادي جاء من المجموعة النافذة في الحزب".
وأضافت ردا على سؤال عن هذه المجموعة النافذة في الحزب قائلة: " أنا مش عارفة.. عايزة حد يوجه لي اتهام حقيقي لتفسير الحرب الشرسة ضدي، هل لأني اعتبرت المستقلة الوحيدة التي انضمت إلي اللجنة؟ أم لأني كنت أعبر في آرائي عن استقلالية لم تكن لدي الآخرين؟، هل لأن باقي الزملاء في لجنة السياسات مثلا كانت لهم ارتباطات بجهات أمنية أو جهات سيادية في الدولة، وهو ما لم يتوفر لي؟.. لا أعلم".
وحول موقف رئيس لجنة السياسات في الحزب جمال مبارك من آرائها ووجهات نظرها قالت مصطفى:" في حدود ما، كان يستقبلها بشكل جيد، ولكنه لم يبد ردود أفعال، ولكنني رأيت ردود أفعال عنيفة منه بعد عام ونصف العام من دخولي اللجنة".
سؤالي الآن: لماذا أصبحت هالة مصطفى مغضوبا عليها في الحزب الحاكم، ولماذا حسب ما تقول دأبت الصحف الحكومية على مهاجمتها "والله لحد دلوقتي أنا مش عارفة ليه بيهاجموني بهذا الشكل في الصحف الحكومية.. بجد مش عارفة".
هل بسبب علاقتها الوطيدة مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة (كوندوليزا رايس)؟؟... هل لأنها أيضا كما نفت اشتكت لرايس انتقادات الحكومة لها ولمواقفها الفكرية.. أم أنها رشحت من دوائر أميركية وإسرائيلية وزيرة خارجية لمصر ووصل الأمر إلى الدوائر المصرية التي ارتابت في ما يطرح، وتقرر أن تقف هالة مصطفى عند حدود ما؟؟
هذه مجرد أسئلة موجهة إلى كل "لبيب"، والقصة لم تنته بعد... الملف مفتوح... لكن من يرد لنقابتنا اعتبارها بعدما صمت نقيبنا عن التصدي لهجمات عتاة الصهاينة... كيف يمكن لنقيب الصحفيين المصريين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب أن يصمت مثلا عن إعلان ميشيل دن المسؤولة السابقة في الخارجية الأميركية، وأحد قيادات مؤسسة كارينجي للسلام الدولي بواشنطن أن "هالة مصطفى صديقة شخصية، وما يحدث لها أمر مؤسف"....
عرفنا موقفك رغم أننا لم نرك صامتا أبدا يا نقيب الصحفيين، هل لنا من صوت بديل لمرشحي منصب النقيب في الانتخابات...
أنا شخصيا سأنتخب من يعلن أنه ضد التطبيع.