الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

شيماء عبد الرؤوف تقول لأيمن نور: إللي اختشوا ماتوا


شيماء عبد الرؤوف استفزها مقال أيمن نور الذي اعتذر فيه عن (إسائته لإسرائيل)، واعتبر فيه ما صدر عنه "زلة لسان"... ولم تجد ما تقوله له سوى: إللي اختشوا ماتوا... نتابع معا مقال شيماء

قبل أن تقرأ كلماتي،... اعذرني يا دكتور نور حين أجرح مشاعرك بهذا الفيديو الذي ربما لم تشاهده لأنك كنت مسجونا.... حاول المشاهدة ربما تجعلك هذه المرة تعتذر لنا ولغزة...






انتابتني مشاعر حزينة... غاضبة حين قرأت مقالا نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بقلم المناضل الهمام أيمن نور، الذي قبع خلف أسوار السجن "متهما في قضية تزوير ادعى أنه سجن بسبب معارضته للنظام" – وإيه يعني م كلنا معارضين -، لذا وجدنا الشقيقة حنونة القلب أميركا المدافعة المستميتة عن قضايا الديمقراطية في العالم العربي والتي شنت حربا عادلة على العراق وصدام حسين رئيسها الآثم تمد يديها إلى هذا المناضل وتدافع عنه وتطالب الحكومة المصرية بالإفراج عنه، كل هذا أثار اشمئزازي.. عفوا أقصد تعاطفي مع شخصية يؤسفني أن أقول أنها مصرية بل إنها كانت مرشحة بقوة في الانتخابات السابقة لتولي قيادة مصر الدولة التي دفعت من دم أبناءها على مدار التاريخ ثمنا غاليا للحرية والكرامة والعزة.

دعونا من المقدمات فالأهم هو ما كتبه كما قلنا المناضل الشجاع أيمن نور على صفحات الصحيفة الأميركية ويحمل عبارة "I have strongly opposed calls of aggression against Israel" ، "أعارض بشدة العدوان على إسرائيل" ليعرب عن بالغ اعتذاره عما صدر منه من زلة لسان مثلت إهانة للدولة التي لا تتوانى لحظة عن إهانة وإذلال وقتل شعب بأكمله من أطفاله إلى شيوخه.
الكلب الوفي لابد أن يقدم فروض الولاء والطاعة لصاحبه، وكان يجب على أيمن نور بعد خروجه من السجن أن يحمل أفضال أميركا فوق عنقه لكنها من زيادة الحمل صورته علنيا مطأطأ الرأس أمام هذا الشيطان المريد وأظهرت وجهه البائس الذي عانى في إخفاءه لسنين طويلة.
قدم نور اعتذارا لإسرائيل عن كلمة كان قد ألقاها في مؤتمر ببورسعيد لإدانة الحرب الإسرائيلية على غزة، التي ارتكبت خلالها أبشع الجرائم وقتلت وأصابت ما يزيد عن 6000 فلسطيني بالإضافة إلى من تركتهم معاقين جسديا ومن بينهم أطفال، قال نور في كلمته "يجب مواجهة العدو الصهيوني الذي يكمن وراء كل الشرور والمؤامرات والتهديدات التي ولدت ضد مصر".
لكن نور شعر بتأنيب الضمير ولم يرضه أن يهين كيان تفنن في قتل العرب والفلسطينيين والأطفال وكتم صراخهم، ودعا حاخام جيشه افيشاى رونسكي إلى عدم الرأفة بالفلسطينيين بل أشاد بتصرفات الجنود الإسرائيليين خلال الهجوم على قطاع غزة نهاية العام الماضي، فدافع نور عن نفسه، كأنما ينفي عن نفسه الكرامة والمروءة والعروبة، قال بكل أسى "يؤسفني أن تعليقاتي تم التعبير عنها بطريقة غير واضحة، مما جعلها تفهم على أنها إهانة لإسرائيل واليهود".
نور– بقلبه الطيب- يخشى أن تجرح كلماته دولة اعتقلت ربع الشعب الفلسطيني بما فيه من أطفال صغار واستخدمت ضدهم أبشع أساليب التعذيب ليس هذا فقط بل أنها حاصرت غزة لشهور ومنعت عنها الدواء والكهرباء والطعام.. لكن لم تتمكن من أن تمنع عن أهالينا الكرام الكبرياء وعزة النفس.
كيف كنا سننتخب رجلا يخشى كلمة الحق ويطالب بأن تغفر له إسرائيل تلك الخطيئة.. خشي أن يهين أسياده، نعم- قد تناسيت- فهم أسياده، يا عم أيمن أنا أوافق هتلر فيما فعله ضد اليهود... إيه رأيك بقى...!!!
وإذا كان من حق نور أن يحترمهم ويدافع عن طموحاتهم في العالم العربي والإسلامي، فمن حقنا أيضا كأبناء مصر الذين دافعوا عن الحقوق الفلسطينية منذ 1948 وكانوا من أكبر المساندين للقضية الفلسطينية وضحوا بدمائهم في سبيل القدس والكرامة العربية أن نتبرأ من ابن أميركا المدلل ومن أمثاله.
قبل أن أنهي مقالي سأترككم مع كلمات أيمن نور في وول ستريت جورنال..
"لم أكن أنا أو حزبي من منظمي المؤتمر، لكنى شاركت به كضيف، ومن ثم لست مسؤولاً عن اللافتات التي تم تعليقها في المؤتمر لمهاجمة الدولة العبرية، لكن هجومي على إسرائيل جاء كرد فعل على حربها على غزة". وأضاف "لقد انتابتني حالة ذهول جراء الخسائر الفادحة في الأرواح بين المدنيين بقطاع غزة، ويؤسفنى أن تعليقاتي تم التعبير عنها بطريقة غير واضحة، مما جعلها تفهم على أنها إهانة لإسرائيل واليهود"، كما أوضح نور أنه "يدعو باستمرار إلى تحقيق حل سلمى وعادل للصراع العربي - الإسرائيلي، ومن ثم فإنه يرفض بشدة عبارة "معاداة السامية"، وقال: «إن انتقاداتي تتعلق بسياسات دولة إسرائيل، وليس الشعب اليهودي ككل"، مشيراً إلى أن "تاريخ مصر ملئ بمساهمات اليهود المصريين، وأنه يحترم ويعتز بهذه الحقبة التعددية من تاريخ مصر".
وأسأل أيمن الكبير ذا الخبرة...أين مساهمات هؤلاء في تاريخ مصر؟؟؟ هل تقصد فضيحة لافون 1954، أم تقصد قصف مدرسة بحر البقر وعجن أطفالها بالحجارة والقنابل... أم تقصد هجومهم على المدنيين في مدن القناة... أو لعلك تقصد مذابح الأسرى في 1956، 1967.... صحيح يا أخي إللي اختشوا ماتوا.