الخميس، 5 نوفمبر 2009

هل بدأ العد التنازلي لجماعة الأخوان المسلمين المحظورة؟

لوموند الفرنسية تكشف عن مفاوضات سرية بين الحكومة والجماعة 

 

كشف صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير لها عن أن "جماعة الأخوان المسلمين المحظورة رفضت عرضا من الحكومة المصرية مطلع العام 2008 كان يقضي بمنحها الشكل القانوني، وذلك كفرصة تاريخية من السلطات المصرية لتتراجع الجماعة عن أفكارها وتصلح من شؤونها" – على حد تعبير الصحيفة الفرنسية – التي علقت على ذلك بأن "الجماعة أرادت أن تأخذ من العرض ما يتناسب مع هواها وترفض ما دون ذلك وهو ما دفع السلطات المصرية لرفض هذا الابتزاز" على حد تعبير لوموند.

يأتي ذلك في الوقت الذي أثارت فيه الخلافات الأخيرة التي تعاني منها جماعة الأخوان المسلمين جدلا واسعا داخل وخارج مصر ويعتبر المراقبون أن الجماعة التي تأسست سنة 1928 تعرضت لضربة قاصمة ونادرة طوال تاريخها، خاصة وأنها متهمة طوال تاريخها بعلاقات غير بريئة مع الغرب سواء مع الاحتلال البريطاني قبل الثورة المصرية أو بعد ذلك مع الولايات المتحدة الأميركية... وسائل الإعلام الدولية اهتمت بالأزمة التي تعانيها الجماعة المحظورة في مصر، لأنها سيكون لها انعكاساتها على وضعها الدولي، وعلى تنظيم الأخوان العالمي.
وتحت عنوان "إخوان في طريق مسدود" نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية اليومية تقريرا ألقت فيه الضوء عما تعانيه "جماعة الأخوان المسلمين المحظور نشاطها في مصر" من انشقاقات تعصف بها من الداخل، وهو ما اعتبرته الصحيفة سابقة نادرة الحدوث باعتبار أن "المحظورة" تظهر دوما عكس ما تبطن ومن الصعب معرفة ما يدور بأروقتها الظلامية – على حد تعبير الصحيفة الفرنسية، غير أن رياح الانقسام هذه المرة كانت من القوة بحيث أجبرت مرشدها "محمد مهدي عاكف" على التخلي عن تحفظه المعهود ليكذب شائعات بخصوص تخليه عن منصبه.
اللوموند تتساءل في تقريرها: "ولكن ما طبيعة الأزمة التي هزت أركان الجماعة المحظورة رسميا منذ عام 1954، وتطرح الصحيفة سؤال هام هل يندرج ذلك تحت الصراع التقليدي بين من يطلق عليهم محافظون ومنافسيهم الإصلاحيين، هذا إن وصف أي منهم بتلك المصطلحات" هكذا تعلق الصحيفة قبل أن تستكمل تساؤلها: "إما أن الأمر يتعلق باحتمال بلوغ "عصام العريان" لسدة مكتب الإرشاد، حيث تتمركز السلطات؟ أو أن الأمر برمته يدخل ضمن معركة بين حرس جديد يريد توسيع نطاق الجماعة لتشمل غير المسلمين، وحرس قديم يرفض ذلك بشدة؟" وتجيب الصحيفة عن تلك الأسئلة بالقول: "لا أحد يعرف الحقيقة ولكن الشيء المؤكد أن الجماعة تتم ملاحقتها أمنيا بأنشطتها المشبوهة، ومازالت تبحث عن طريق بعد ما تقطعت بها السبل".
في نهاية تقريرها تتساءل "لوموند" "أي مستقبل ينتظر الجماعة في ظل انقسامها على نفسها قبل عام من الانتخابات التشريعية؟ وما يمكن أن يكون مصيرها بعد رحيل "عاكف" وتصدر "محمد حبيب" الموقف وهو أكثر تشددا، والشيء ذاته ينطبق على أمينهم العام "محمود عزت إبراهيم"، "لوموند" تجيب بأن "ماضي الجماعة ملئ بالأزمات وهو ما يمكنهم الاستفادة منه، هذا إن كانوا يستطيعون قراءة التاريخ".
أما مجلة "جين أفريك" التي تصدر من باريس والمتخصصة في الشؤون الأفريقية، أوضحت أن الخلافات تفجرت إثر اجتماع عاصف أعلن خلاله "محمود عزت" معارضته لترشيح "العريان" لخلافة "عاكف"، وحول استقالة هذا الأخير قالت المجلة الفرنسية: "لقد نفاها مساعده ولكن يبدو أنها كانت مناورة مدروسة منه "تقصد عاكف" والدليل أنه تراجع عنها بعد ضغوط داخلية كان يعلم جيدا أنها ستمارس عليه"، وأكدت المجلة أن رحيل "عاكف" في هذا التوقيت كان من الممكن أن يشعل النار في أروقة الجماعة، ولكنها أكدت- في الوقت نفسه- "أن "عاكف" أراد إضفاء حبكة درامية على سير الأحداث فكان تلويحه بالاستقالة".
جريدة "لاكروا" السويسرية (ولأول مرة تتناول صحيفة سويسرية شأن يخص الجماعة "المحظورة") وقالت إن "أزمة استقالة "عاكف" بغض النظر عن كونها صحيحة من عدمه هي بداية للصراع المتعلق بالخلافة داخل الجماعة ولا أحد يعلم إلى أي مدى يمكن أن يتطور سيناريو المواجهة، لاسيما أن الموقف المتوتر بين أعضائها مرشح لمزيد من التصعيد بعد رحيل عاكف.
السؤال الأهم الذي يطرح نفسه... هل نشهد عصر النهاية لجماعة الأخوان المسلمين التي تأسست منذ 81 سنة وتم حظر نشاطها بعد قيام ثورة يوليو في سنة 1954 وإلى الآن؟ لقد عانت الجماعة المحظورة من انقسامات عديدة، وخرج من تحت عباءتها العديد من التنظيمات المتطرفة والمتشددة وقوى متحدثة باسم الدين... والملاحظة الرئيسية أن هذه الجماعة طوال هذه السنوات التي كانت كافية لتأسيس دولة لا مجرد تنظيم كانت تحالفات الجماعة مشبوهة، وضد الناس، وضد حركة التاريخ أيضا... الأخوان يدعون رفضهم للنظام ومعارضتهم له في العلن ويتفاوضون معه سرا.. ويساومونه على منافع... يدعون وقوفهم إلى جانب العدل وحركة التحرر الوطني ثم يتفاوضون سرا مع السفير الأميركي أو السفيرة الأميركية لاحقا، كانوا يتحدثون عن مقاومة الاحتلال الإنجليزي وهم ضيوف دائمين على منزل السفير البريطاني قبل الثورة، لقد حصدت جماعة الأخوان المسلمين أول تبرع مالي لها وكانت قيمته 500 جنيها بعد تأسيسها تصوروا من أين؟.. من شركة قناة السويس، وكان مبلغا قيما في هذا الوقت.. شركة قناة السويس التي امتصت دماء المصريين وحصدت خيراتهم...وهذا الكلام ليس من عندي لكن من عند مؤسس الجماعة حسن البنا... وحتى بعد الثورة... تفاوضت الجماعة سرا مع السفارة البريطانية لدعمها في مواجهة قيادات الثورة المصرية..والتاريخ ليس بعيدا.. ففي أوج التهاب المشاعر المصرية ضد الملك وفساده وضد الاحتلال، ومع ارتفاع موجة الكفاح المسلح في القتال كتبت مجلة النداء المقربة من الأخوان في عددها الصادر يوم 27 اكتوبر1951 تقول إن المرشد العام للأخوان دعا شباب الإخوان قائلا ً : "اعكفوا على قراءة القرآن" مؤكدا ً أنّ الإخوان لا يشاركون في معركة القتال، وأنّ من ذهب منهم فقد ذهب بصفته الشخصية. وفي 16 يناير 1952م وبرغم تصاعد الغضب الشعبي ضد الملك وضد الاحتلال توجه المستشار الهضيبي إلى قصر عابدين مهنئًا بمولد ولي العهد، وفي الطريق إلى القصر كانت المظاهرات صاخبة ضد تعيين الملك حافظ باشا عفيفي رئيساً للديوان. وقد هنأ الهضيبي القصر بتعيين حافظ عفيفي وهنأ عفيفي بموقعه السامي بينما كانت مجلة "الدعوة" التي يشرف عليها صالح عشماوي "الذي نافس الهضيبي منافسة ضارية على موقع المرشد العام" تهاجم تعيين حافظ عفيفي. فأسرع الهضيبي من أجل عيون القصر إلى إصدار تصريح رسمي نشرته مجلة (النداء) المحسوبة على الأخوان المسلمين في 2 فبراير 1952 يقول: "إنّ مجلة الدعوة لا تعبر عن وجهة نظر الأخوان الرسمية". وكانت هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها المرشد العام للجماعة عن وجود خلافات داخل الجماعة. والثابت من الوقائع المنشورة والموثقة في أدبيات الأخوان المسلمين أن المرشد العام حسن الهضيبي كان مصمما ً على مواصلة سياسة التملق للملك والخضوع له، فعندما اشتعلت المظاهرات الطلابية ضد الملك فاروق وفساد حكمه توجه الهضيبي إلى قصر عابدين مرة أخرى في 25 مايو 1952م ليسجل اسمه في دفتر التشريفات معرباً عن ولائه للملك ومستنكراً هذه المظاهرات... إن الخلافات التي تفجرت من قبل داخل صفوف الجماعة المحظورة كان مردها إلى استراتيجيات مرتبطة بالخارج أكثر من ارتباطها بمصر... الخلاف الأخير الذي دفع بالمرشد مهدي عاكف إلى الاستقالة كان مرتبطا برغبته في ضم الدكتور عصام العريان إلى مكتب الإرشاد... الغريب في الأمر أن الرغبة لا من عاكف ولا من الأخوان داخل مصر لكنها جاءت هذه المرة من قطر وعلى لسان الدكتور يوسف القرضاوي واضحة صريحة.. بل إنه وجه انتقادات لمكتب الإرشاد في هذا الصدد... السؤال المطروح وبقوة... هل بدأ العد التنازلي لوجود جماعة الأخوان المسلمين المحظورة بعد 81 سنة من المؤامرات والارتباطات والتمويلات الدولية والمؤامرات التي خاضتها ضد القوى الوطنية المصرية؟


أحمد صوان يكتب: لماذا أتعلم ؟؟



طوال سنوات طويلة .. ومنذ أن قامت ثورة يوليو 1952 تحديدا , بدأ الناس في الحديث عن العلم والتعليم وكيف أنه السبيل الوحيد للوصول إلى المراتب والطبقات العليا , وتحقيق أحلامك وأحلام والديك وأحلام المجتمع أيضا إذا استطعت ، و في تلك الفترة ظهرت العديد من أفلام الثورة التي تجعل من العلم والعمل بوابة ذهبية للنجاح , وأن شهادتك العليا ستضمن لك مستقبل واسع , بل وكان يكفي أي أبوين فخرا أن نجلهما حاصل على ( الشهادة الكبيرة ) , فهذا وحده هو الذي يجعله واحدا من المهمين.
وبعد حرب اكتوبر .. وتبني الرئيس الراحل السادات سياسة الانفتاح – والتي وصفها المفكر الكبير أحمد بهاء الدين بسياسة ( السداح مداح ) – بدأت مفاهيم كثير تتغير داخل المجتمع المصري , حيث لم تعد الكلمة الأولى للعلم والشهادة كما كان يحدث , وإنما بدأت لغة المال في الصعود والسيطرة على العقول , وأصبحت هناك قناعة لدى البعض من أصحاب رؤس الأموال أن مالهم يستطيع شراء دستة من المتعلمين دون الحاجة إلى أن يرهق نفسه بالتعليم , وعليه فقط أن يكتفي بمعرفته القراءة والكتابة حتى لا يستطيع أحد خداعه.
ومع توغل المجتمع المصري داخل الرأسمالية, وانتشار العديد من الوسائل والوظائف التي كانت محدودة أو غير موجودة من قبل , وانحدار المستوى المادي للملايين من أبناء الطبقة المتعلمة في مقابل حصول آخرين على ملايين في مبارة لكرة القدم أو مسلسل أو فيلم بدأ الكثيرين – خاصة أبناء المدارس الحكومية المكسدة بالبشر – عن جدوى التعليم أساسا في حين أن هناك من تلقى تعليما محدودا أو بلا تعليم على الإطلاق ويربح في يوم واحد ما يمكن أن يربحه عشرات من أمثاله في شهر كامل.
وأصبحت إجابة طفل الزمن الحالي على السؤال التقليدي ( نفسك تبقى إيه ؟؟ ) إلى لاعب كرة أو ممثل أو راقص – وهي مهن لها احترامها أيضا – بعد أن كانت مهندس وطبيب وضابط.
والإجابة طبيعية .. فهذه هي النماذج التي يراها الطفل طوال الوقت مصحوبة بالأرقام الخرافية والقصور الضخمة وحمامات السباحة والسيارات الفارهة ، بينما حينما ينظر حوله يجد والده متعلقا بالحافلة ووالدته تجره من يده نحو الميكروباص المكدس بالركاب بعد أن تخرج من جيبها نفس الخمسة جنيهات التي ظل يراها متشبثة بها طيلة الإسبوع.
وفي نفس الوقت يرى شقيقه الأكبر الذي تخرج من الجامعة الحكومية العريقة يعدو طيلة النهار باحثا عن عمل ببضع جنيهات دون أن يجده رغم أن من حصل على مجموع أقل منه في الثانوية العامة ودخل جامعة خاصة أصبح الآن موظفا يقبض مرتبه بالآف من ذلك البنك الأجنبي الذي طالما عبرا بجواره في مراهقته.
لماذا يتعلم إذن ؟؟
لماذا يبذل جهده في دراسة أصبحت تؤهله – وبجدارة – للجلوس على ذلك المقهى في نهاية الشارع ؟؟
لماذا إذا كانت منظومة التعليم نفسها تحتاج إلى تعليم ؟؟