طوال سنوات طويلة .. ومنذ أن قامت ثورة يوليو 1952 تحديدا , بدأ الناس في الحديث عن العلم والتعليم وكيف أنه السبيل الوحيد للوصول إلى المراتب والطبقات العليا , وتحقيق أحلامك وأحلام والديك وأحلام المجتمع أيضا إذا استطعت ، و في تلك الفترة ظهرت العديد من أفلام الثورة التي تجعل من العلم والعمل بوابة ذهبية للنجاح , وأن شهادتك العليا ستضمن لك مستقبل واسع , بل وكان يكفي أي أبوين فخرا أن نجلهما حاصل على ( الشهادة الكبيرة ) , فهذا وحده هو الذي يجعله واحدا من المهمين.
وبعد حرب اكتوبر .. وتبني الرئيس الراحل السادات سياسة الانفتاح – والتي وصفها المفكر الكبير أحمد بهاء الدين بسياسة ( السداح مداح ) – بدأت مفاهيم كثير تتغير داخل المجتمع المصري , حيث لم تعد الكلمة الأولى للعلم والشهادة كما كان يحدث , وإنما بدأت لغة المال في الصعود والسيطرة على العقول , وأصبحت هناك قناعة لدى البعض من أصحاب رؤس الأموال أن مالهم يستطيع شراء دستة من المتعلمين دون الحاجة إلى أن يرهق نفسه بالتعليم , وعليه فقط أن يكتفي بمعرفته القراءة والكتابة حتى لا يستطيع أحد خداعه.
ومع توغل المجتمع المصري داخل الرأسمالية, وانتشار العديد من الوسائل والوظائف التي كانت محدودة أو غير موجودة من قبل , وانحدار المستوى المادي للملايين من أبناء الطبقة المتعلمة في مقابل حصول آخرين على ملايين في مبارة لكرة القدم أو مسلسل أو فيلم بدأ الكثيرين – خاصة أبناء المدارس الحكومية المكسدة بالبشر – عن جدوى التعليم أساسا في حين أن هناك من تلقى تعليما محدودا أو بلا تعليم على الإطلاق ويربح في يوم واحد ما يمكن أن يربحه عشرات من أمثاله في شهر كامل.
وأصبحت إجابة طفل الزمن الحالي على السؤال التقليدي ( نفسك تبقى إيه ؟؟ ) إلى لاعب كرة أو ممثل أو راقص – وهي مهن لها احترامها أيضا – بعد أن كانت مهندس وطبيب وضابط.
والإجابة طبيعية .. فهذه هي النماذج التي يراها الطفل طوال الوقت مصحوبة بالأرقام الخرافية والقصور الضخمة وحمامات السباحة والسيارات الفارهة ، بينما حينما ينظر حوله يجد والده متعلقا بالحافلة ووالدته تجره من يده نحو الميكروباص المكدس بالركاب بعد أن تخرج من جيبها نفس الخمسة جنيهات التي ظل يراها متشبثة بها طيلة الإسبوع.
وفي نفس الوقت يرى شقيقه الأكبر الذي تخرج من الجامعة الحكومية العريقة يعدو طيلة النهار باحثا عن عمل ببضع جنيهات دون أن يجده رغم أن من حصل على مجموع أقل منه في الثانوية العامة ودخل جامعة خاصة أصبح الآن موظفا يقبض مرتبه بالآف من ذلك البنك الأجنبي الذي طالما عبرا بجواره في مراهقته.
لماذا يتعلم إذن ؟؟
لماذا يبذل جهده في دراسة أصبحت تؤهله – وبجدارة – للجلوس على ذلك المقهى في نهاية الشارع ؟؟
لماذا إذا كانت منظومة التعليم نفسها تحتاج إلى تعليم ؟؟
أشكرك اخى العزيز أحمد على مقالك وبالفعل سيظل التعليم بلا جدوى طالما كان سلعة تباع وتشترى.
ردحذفيبذل جهد ويتعلم عشان نفسه ، انت لما بتتعلم وتجتهد عشان توصل لمرتبة عالية من العلم فده عشان نفسك مش عشان حد تاني ومش عشان تعجب ده وده ولا عشان يقولوا احمد عمل وعمل ، المهم اثبات ذاتك وتأكد ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا ، في النهاية ستصل وستحقق ماتطمح له مادام اجتهدت ، اما بالنسبة لمستوي التعليم في مصر عارفين ان لا يسر عدو ولا حبيب بس هنعمل ايه ، نحاول احنا ونتعب ونبحث يمكن يتغير شيء
ردحذفولو كنت تقصد الشباب اللي بتقعد علي القهاوي والله انا شايفة ان دول لا عندهم هدف ولا طموح ولا حتي عايزين يسعوا ، هما عايزين الفرصة تجيلهم لحد عندهم وهم حاطين رجل علي رجل ، جرب ودور واكيد هتلاقي الموضوع مش صعب اوي كده ومش سيء بالدرجة دي احنا اللي مصعبنها ، وفي الاخر هنفضل " يامولاي كما خلقتني
اشككرك جدا علي المقال يااحمد
هبة حمدي .......
للاسف مصر فى انهيار شديد فى منظومتها التعليميه كفايه التعليم الجامعى اللى مش بيتغير بقاله قروون حتى طال الكليات العمليه ..زى علوم لدرجه ان الدكاتره بيشتكوا انهم اتجمدوا بمناهجهم بالطلبه وفى الاخر البلد كلها فى الفريزر :)) ده غير معظم فروع التعليم اللى بيدخلها الاغلبيه لا تخدم سوق العمل ..حتى سوق العمل محتاح منهجه ..الله يكون فى عون الشباب ..لكن لابد منانيبحث كل منا عن ميزه بداخله يقدر يبرزها ويتفوق فى ومهنه يتقنها جيدا حتى يكون له مكان ...فالعبره بالاتقان والخبره..وضع الشهاده جانباا
ردحذف