الأحد، 27 فبراير 2011

زوج منى الشاذلي في المقدمة: المفاجأة ليست في فساد سدنة النظام لكن في فساد من كنا نحسبهم شرفاء... لمن كل هذه الملايين؟؟


لم تكن التحقيقات في ملفات الفساد المتخمة بين أنس الفقي وزير الإعلام السابق، ورئيس الاتحاد أسامة الشيخ مفاجأة لكثيرين، فقط نذكر على سبيل المثال لا الحصر أن تكاليف شهر واحد هو شهر رمضان الماضي بلغت أكثر من نصف مليار جنيه، وحين سألوا الشيخ عن الخسارة الضخمة التي كانت تكفي لزواج آلاف الشباب من المصريين قال إن التليفزيون جهاز مملوك للدولة ولا يسعى للربح، وفي الأيام الأولى لتحقيقات النيابة تتوالى الأرقام المفجعة، ليست ملايين يا سادة بل مليارات، سدنة الفساد يحصدون كل يوم الملايين، ويطلون علينا بفوارغ الطلقات تتحدث عن الشرف والنزاهة ودعم الثورة والثوار.
كان عادي جدا أن نطالع أرقام الفساد والفاسدين لكن لم نكن نعرف أنها شبكات عائلية ولكل عضو في العائلة دور عظيم.
وبهذه الكلمات ينقل زميلنا عبد الرؤوف خليفة في الأهرام الصورة: "إذا ملكت القدرة علي الاقتراب من أنس الفقي وزير الإعلام السابق‏..‏ في غضون عام علي أقصي تقدير‏..‏ تصبح صاحب ملايين وتتدفق عليك الأموال بشكل منتظم‏".
ولما لا؟ شركة إنتاج "يوز ألن" يملكها زوج شقيقة وزير المالية السابق يوسف بطرس غالي تحصل على "10 مليون دولار" ...دولار وليس جنيه، فقط لتعيد هيكلة قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ولم تقدم بعد دراسة إعادة الهيكلة رغم إن الثورة قامت!!
من ده كتير، ولا يفاجئنا كل ما ينشر عن عائلات تنتمي للوزراء والمسؤولين السابقين تسيطر على مقدرات البلاد وتسخر أموال المصريين للنهب المنظم، كل واحد ياخد حتة، لكن ما يفاجئنا عائلات أخرى، تخرج علينا بوجوه تدعي الانتماء والانحياز للفقراء والغلابة وهي في حقيقتها غير ذلك.
لم أصدق في البداية زميلتنا دعاء منصور وإحنا في عز الثورة حين كتبت على الفيس بوك تنتقد منى الشاذلي مقدمة العاشرة مساء في دريم وتتهمها بالتزييف، ولم أصدقها حين كتبت في الدستور الأصلي تقول إن منى لم ولن تمنع.
ووصفت دعاء منى بأنها "الأذكى فعلا والأكثر قدرة على اللعب على أحبال التعليمات وعلى مشاعر الناس وعلى المواقف المحترمة".
مفاجأتي هي في سؤال واحد: لماذا أغدق أنس الفقي كما تقول الأهرام على سمير يوسف زوج مذيعة دريم مني الشاذلي أموالا طائلة تصل حصيلتها السنوية إلي‏72‏ مليون جنيه نظير إسناده إنتاج البرامج الرياضية في جميع قنوات التليفزيون ومنع جميع العاملين في إدارات البرامج الرياضية وقناة نايل سات من العمل‏,‏ ليخلي له الساحة منفردا.
يا الله 72 مليون جنيه في السنة...!!!
أفهم أن يجامل الأستاذ أنس الفقي جمال عبد العزيز سكرتير الرئيس السابق حسني مبارك فيمنح زوج ابنته أشرف هريدي بالأمر المباشر عقدين متتاليين قيمة الأول‏8‏ ملايين جنيه يتولي فيه مسئولية تنظيم الاحتفال بمرور خمسين عاما علي إنشاء التليفزيون‏,‏ والثاني‏7‏ ملايين جنيه لتنظيم مهرجان الإعلام العربي الماضي‏.‏
أفهم أن يجامل أنس صاحب شركة فيل ميكر محمد ثروت ويمنحه إنتاج أهم برامج الفورمات الأجنبية العائلة تكسب والفائز أبي والقصر بأسعار مبالغ فيها‏.
لكن ما لا أفهمه ما حدث مع زوج منى الشاذلي "سمير يوسف"، وما هي مؤهلاته أو مؤهلات شركته.
لا أفهم هذه الأجور غير الاعتيادية التي تصل لملايين الجنيهات لمقدمي برامج يقفزون على أكتاف الناس ونسوا أنهم استضافوا من قبل رجل البر والتقوى علاء مبارك وأشادوا بمنجزاته للناس في محالة للالتصاق بسطوة ونفوذ وسلطة كانت في آخر مراحل النفوق.
كانت ماتت بالفعل، وهم يصرون على إحيائها، ثم يخرجون بالوجه الآخر... الشريف العفيف... الداعم للثورة، ولا أدري هل هي مواقف داعمة للثورة أم للثروة؟
صوتنا محصور بمدونة، لم نملك غيرها من حطام الدنيا..
لكن من حقنا نسأل... يعني إيه شركة بركة يتم إسقاط قيمة إعلانات غير مباشرة لصالحها قيمتها ‏51‏ مليون جنيه في برنامج البيت بيتك وإعادة تحديث أستوديو واحد وتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات بتكلفة بلغت‏12‏ مليون جنيه‏,‏ وإعطائه للشركة بقيمة إيجارية نصف القيمة المحددة بمعرفة القطاع الاقتصادي‏,‏ ومنح الشركة إنتاج مسلسلات بقيمة‏71‏ ألف جنيه للساعة بالمخالفة للأسعار السائدة في سوق الإنتاج‏.‏... تخيلوا الساعة بـ 71 ألف جنيه... أكبر مرتب فيكم ياقراء مدونتي الأعزاء كام في السنة... حد يقوللي.
ولسه الملف مفتوح، يعني الأخوة المذيعين أصحاب المرتبات المليونية يتقاضون مرتباتهم مرتين ليه مثلا؟؟
تحقيقات النيابة فتحت ولم تغلق بعد...
وميدان التحرير مازال شاهدا على دماء زكية خرجت من أجل الكرامة ومواجهة الفساد..
والأدهى والأمر أن هؤلاء المتحولون، وهم برأيي أخطر من شلة المنافقين المعروفة الذين بدلوا ألوانهم في ثانية، هؤلاء المتحولون يحاولون تسويق الوطن كله، وبيع دماء الثوار، حين يحاولون تسويق وجوه معروف انتماؤها، وارتباطها بالولايات المتحدة الأميركية بالأمر المباشر"، أو أحد هؤلاء الذي شارك في أبحاث علمية مع إسرائيليين، وزار إسرائيل أكثر من مرة ليقدم علمه النابه إلى أعدائنا... كثيرون لا يعرفون حقائق كثيرة، والأمور لدينا ملتبسة بالفعل، ونعيش مرحلة الريبة بعد الثورة، لكن الأهم أن الثورة وقعت فعلا لا أمنيات، والحلال بين والحرام بين يا سادة، والثورة تيار هادر عات، سيكشف زيف النافقين، والمنافقين، وفيالأيام القليلة المقبلة سنشاهد ونسمع عن حقائق دامغة.. إنهار النظام فانهار معه المزيفون، وبدت روائحهم تزكم الأنوف، والحقائق تدعمها مستندات دامغة، والفساد بين، واضح جلي.. فقط نريد استعادة كل هذه الملايين المنهوبة إن كنا نريد إعادة البناء.
كان نفسي يكون عندنا قناة إخبارية زي الجزيرة أو العربية وبقدرات أبنائنا وشبابنا نستطيع أن نحول الأحلام إلى حقيقة.
سئمنا المزيفين... سئمنا إهدار قدرات الوطن... سئمنا الفساد...كنا نعرف أن هناك فساد.. لكن لم نكن نعرف أنه بهذا القدر، كنا نعرف أن هناك زمن للجباية والفوضى نعيشه وكتبنا عنه في هذه المدونة، لكن لم نكن نعرف أن الوجوه التي تبدو لنا وجوه شرف ونزاهة هي وجوه في حقيقتها سدنة للفساد والرشوة والمحسوبية.