هل رموز تحرير العالم العربي باتوا أعداءه؟ تألمنا جميعا ونحن نتابع الاتهامات التي وجهها البعض في الجزائر إلى المناضلة العظيمة جميلة بوحريد.. ومن منا لا يعرف جميلة؟ ..تخيلوا.. وصفوها بأنها عميلة للمصريين أفسدت فرحة الوصول للمونديال!.
ذكرت صحيفة الوفد في عددها الصادر الخميس 17 ديسمبر أن الشارع الجزائري يعيش حالة من الصدمة بعد نداء الاستغاثة الذي كشفت فيه المناضلة جميلة بوحريد عن تردي أحوالها المعيشية ومعاناتها من الفقر والجوع والمرض مشيرة إلى ما نشرته صحيفة النهار الجزائرية حول استياء الرئيس الجزائري بوتفليقة من بطلة تحرير الجزائر والاستغاثة الإعلامية التي أطلقتها.
كما نقلت الصحيفة عن الشروق الجزائرية مشاعر الاستياء لدى بعض الجزائريين من جميلة بوحريد الذين وصفوها بأنها أصبحت عميلة للمصريين، وزعموا أن نداء الاستغاثة في هذا التوقيت يهدف إلى إفساد فرحة الشعب الجزائري بتأهل المنتخب إلى مونديال جنوب إفريقيا.
العقلاء والوطنيون من أشقائنا في الجزائر كما توضح صحيفة الوفد اعتبروا رسالة جميلة بوحريد صفعة للذين يعيشون في غفلة من أمرهم حتى يدركوا أن التأهل إلى كأس العالم لا يعني أبدا أن الجزائر دخلت جنات النعيم وتحولت بركلة عنترية من بلد يحتل أسوأ المراتب بين دول العالم في العلوم والتكنولوجيا والرفاهية والنمو ويعاني من الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان المدنية والسياسية، مضيفين أن التأهل إلى كأس العالم، ولو على حساب "أم الدنيا"، ليس إلا مخدرًا للشعب الجزائري بهدف تغييبه عن القضايا التي تغرق مستقبله في ظلام دامس.
وكان الجزائريون قد استيقظوا صباح الأحد الماضي على رسالتين نشرتهما صحيفتا الشروق والوطن بتوقيع المجاهدة جميلة بوحريد ومنها رسالة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة تدعوه فيها إلى التكفل بحالتها ورفع معاشها للعيش بكرامة، والأخرى إلى الجزائريين تؤكد حاجتها إلى تبرعاتهم لعلاجها وتسديد ديونها لدى البقال والجزار، وهو الأمر الذي انتقدته الوفد المصرية موجهة دعوة إلى أبناء شعب مصر الأصيل من أجل التبرع للمجاهدة الجزائرية العظيمة كي تتمكن من دفع تكاليف علاجها ونفقات الحياة اليومية.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل تلهينا انتصارات زائفة عن تاريخنا... ننضم إلى الوطنيين من أشقائنا في الجزائر ونسأل هل ما وصل إليه حال مناضلة عظيمة صاغت مع أبناء وبنات جيلها مستقل الحرية في بلاد المليون شهيد... البطلة جميلة بوحريد تتحول في نظر بعض المسطحين إلى عميلة لمصر؟؟.. أي شرف يدعيه منافق وأي انتماء يرتبط به من يتحدث عن جميلة بهذا الحمق.. ومن هي مصر التي يتحدثون عنها؟.. كرمت مصر جميلة وحفر المصريون اسمها في قلوبهم بحروف من نور، وسطرت هي أيضا تاريخ الجزائر فارتبطت به وارتبط بها كنموذج يقتدي به العالم الحر، أي فرحة زائفة زائلة بركلة أفسدت أكثر ما أصلحت وجمعت بين الأمم..
الحديث عن استياء رئيس الجزائر بوتفليقة من مطلب جميلة لا معنى له إلا أن أحرار هذه الأمة يعيشون زمنا لا يحاول فيه الرجال أن يكونوا رجالا..
ولولا جميلة بوحريد ورفاقها ما كان بوتفليقة جالسا على مقعده رئيسا لدولة حرة مستقلة، وبقطبة جبين يحول الرئيس رموز التحرير إلى أعداء يفسدون فرحة الشعب.. تحولت لعنة الغوغاء لتطارد المناضلة جميلة بوحريد.. ولمصلحة من يشوه قائد عربي صور المناضلين الذين دفعوا من دماءهم ثمنا نفيسا من أجل أن نحيا أحرارا؟ وبأي وجه تعلن الرئاسة الجزائرية استياءها من مناضلة عظيمة كجميلة بوحريد.. أتناسى بوتفليقة ماذا فعلته جميلة؟
نتذكر تضحياتها لتحرير بلادها ونيل الاستقلال حين اضطلعت بالمهام الصعبة التي لا يقوى عليها إلا الرجال الأشداء، ... كانت تقوم بنقل الأسلحة وزرع القنابل والعبوات الناسفة في الأماكن التي يرتادها المستعمرون، كما عملت مسؤولة ارتباط مع القائد سعدي ياسف، لذلك أصبحت من أكثر المطلوبين من طرف الاستعمار الفرنسي الذي تمكن من إصابتها برصاصة في الكتف عام 1957م والقبض عليها.
وخلف أسوار المستشفى تعرضت لأشد أنواع التعذيب... الصعق الكهربائي المتواصل لثلاثة أيام لحملها على الاعتراف على زملائها، لكنها اعتصمت بالصبر لئلا ينطق لسانها بكلمة تفشي أسرار إخوانها الثوار، غير أنها كلما ازدادت إصراراً على موقفها ازداد المستعمرون الفرنسيون غلاً، ونزلوا على جسدها المكدود بصعقات كهربائية متتالية حتى تفقد وعيها، وعندما تفيق تصعقهم بصعقة أكبر حين تقول: "الجزائر أمنا"، لذلك أيقن الاستعمار الفرنسي أن انتزاع أي اعتراف منها بات أمراً مستحيلاً، فتقرر محاكمتها صورياً، وحكم عليها بالإعدام الذي تحدد له يوم 7 مارس 1958م، إلا أنها لم تقدم قضيتها قرباناً للاستعمار الفرنسي حتى يصفح عنها، وما ضعفت وما استكانت بل قالت لقادته "أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام، ولكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة".
ماذا جنت المناضلة العظيمة جميلة بوحريد ليعبر من عبر عن استياءه.. جميلة رفعت راية الاستقلال وتحولت رمزا للتحرر الوطني في العالم وحفرت بدمائها النقية مكانا لها في قلب العالم العربي بأكمله والمصريين بصفة خاصة.. كيف يأتي الوقت الذي تتهم فيه بالعمالة.. لقد اعتذرت لقادة عرب عن قبول مساعداتهم في تكاليف علاجها.. وأصرت حبا على الاستغاثة بوطنها.... قالت إنها تريد العيش بكرامة... ولو أشارت جميلة ستجد الملايين من أبناء مصر والوطن العربي الكبير رهن إشارتها... ورسالتنا إلى جميلة... أنتي في قلوبنا، وتسرين مسرى الدم في عروقنا نحن أبناء النيل العظيم...المنتمين إلى ترابنا الوطني وإلى أمتنا الكبرى.. إننا لا نطلب منك أن تكوني بيننا فأنت معززة مكرمة في وطنك.. وستظلين عزيزة كريمة في وطنك.. لكن اعلمي أنك تتربعين في أفئدة كل المصريين.
ساعات قليلة مرت على نشر صحف جزائرية استغاثة بوحريد ثم... جروب على الفيس بوك لرعايتها..أبناء الجزائر في الخارج أعلنوا تبرعهم بكل ما يملكون.. مصريون وعراقيون وفلسطينيون هبوا إلى جوار بوحريد التي تنكر لجهادها نظام بوتفليقة... هذه نماذج من تعليقات مواطنين على موقع صحيفة الشروق الجزائرية أصابهم ما أصابنا من ألم بسبب النكران الذي تتعرض له أم الجزائريين جميلة بوحريد:
- عبدالمنعم السروى : مصر ..ايتها المجاهدة العظيمة ام المجاهدات نفديك بكل مانملك وهذة ضريبة الجهاد الان ولك الاخرة ان لم يكن لك الدنيا فقد ضحيت بالدنيا فى سبيل الاخرة
ارجو ارسال اى رقم حساب بنكى او بريدى لانال شرف الوقوف ولورمزيا بجوار ام المجاهدات فى الوطن العربى.
- طارق : مصر ..بالرغم من كل التوتر و المشاكل التي تحدث بيننا و بينكم الآن إلا أن السيدة العظيمة جميلة بوحريد هي أحد رموزنا كعرب و كلنا نفخر بها و بنضالها و أنا أضع تحت تصرفها أي شيء تريده لإكمال علاجها فقط من أجل عيون واحدة من ألمع رموز النضال الحقيقي في الوطن العربي
- kosové : algeria ...أه...أه...أه ما أغرب أطواركم يا حكام الجزائر.. هذه رمز من رموز الجزائر. صحيح هذا دليل بأنكم لستوا مهتمين بأحد سوي أنفسكم .اذا كانت بوحيرد شخصيا تعاني الالم.... فما بال بقية الرعية والشعب هذا دليل علي تواصل الحكومة مع شعبها او ان الحكومة تتواصل مع الشعب الا في كرة القدم.اه..اه..اه.اتقوايوم تلاقون فيه رب العزة ماذا تجيبون حينها؟
- محمود : مصر بلد العزة ....جميلة بوحريد ليست رمز للجزائر فقط بل رمز لكل مهو عربي
لانها شرف علي جبين العروبة دليل للاصالة والفداء وعزة النفس ...ارجوكم لقد فات مافات وفعلتم ما فعلتم كفاكم نبذ للفتنة بين شعبين يشهد التاريخ علي مدي العلاقة الاصيلة بيننا وبينكم ودليلها دمائكم ودمائنا سوي لدفاعكم عننا او لدفاعنا عنكم وايضا لعروبتنا والكلمة اللي تربطنا ..وهي لااله الا الله محمد رسول الله
- سعد : هولندا ....أنا العراقي سعد عبد العزيز أرجوا من جريدة الشروق أعلامي كيف يمكن التبرع للمناضله جميله أبو حيرد..لا أملك الكثير لكني أتبرع بما يسر الله
- محمد مجدى : مصر ....أخوكم فى الله - محمد مجدى من مصر....مازالت فخر العرب أبية و ستظل كذلك حتى أخر عمرها أطال الله فيه ... هل ترون يا أخوانى كيف ترفض المساعدات من أمراء الخليج رغم حاجتها الماسة ... هل ترون العزة و الإباء ... حقاً جميلة بوحريد أنت فخر لكل العرب بل و العالم بأسره ... ماذا أقول ؟ لا أجد أى كلام يعبر عنك و عن صفاتك الرائعة يا بنت بلاد الشهداء ... أى كلام سيكون عاجزاً عن الوصف ... لا أملك إلا الدعاء لكى يا فخر العرب
أدعو لحملة مصرية شعبية للتبرع إلى جميلة بوحريد.. وأرجو منكم إبلاغي كيف اقوم بالتبرع لها وعرفت أنها تقيم في فندق بالجزائر لذلك أنا واسرتي ندعوها للإقامة معنا في بيتنا المتواضع.
ردحذفأحمد محمد الدمنهوري - طنطا
لا أجد ما أكتبه أو يبوح به لساني غير " حسبي الله ونعم الوكيل " على حكام لا يقدرون ماذا فعل المجاهدين من أجل أن يعيشوا في مناصبهم الحالية .
ردحذفبوتفليقة وغيره من المنسيون ماذا فعل لتكلم ؟
ردحذفانتِ بجهادك وكفاحك فوق الرؤوس
وعند الله اين يكون كل من يتكلمون واين مكانك انتِ
فإذا اردتِ ان تعرفى عند الله مقامك فانظرى فيما اقامك
اقامك الله فى اشرف مقام لن ينالوه هم
لطالما تمنيت ان اراهم
ردحذفكل الاحترام والتقدير لكما