يكاد لا يمر يوم إلا وأتلقى على هاتفي مكالمة متكررة، "أنا فلانة أو فلان من شركة كذا العالمية لأبحاث التسويق... هل أستطيع أن أحصل على دقائق من وقتك؟"، وحين اسأل عن السبب يتضح لي أن المطلوب معلومات عن عاداتي وسلوكي، وآرائي.
بعض هذه الشركات يقيمون ردود الفعل لشخصيتك على الألوان والرموز والأشكال، والهدف النهائي كما يقولون أبحاثا تستهدف الترويج لسلعة أو سلوك اقتصادي بعينه مثل الترويج لتجارة التجزئة المصرفية.. "القروض الشخصية، وكروت الائتمان".
أو حتى التعرف على سلوكياتك واستخداماتك واحتياجاتك للموبايل، ويدخل في تلك الأبحاث القدرات الاستهلاكية لك ولأسرتك وفي المقابل دخلك الشهري.
من دون إطالة هناك شركات أجنبية ومتعددة الجنسيات في مصر وهي متخصصة في مجال الأبحاث التسويقية تقوم باستطلاعات رأي عبر الإنترنت والهاتف، وعبر مندوبيها في المواقع المختلفة.
واحدة من هذه الشركات تنمي إلى الجنسية البريطانية لها مقرات في بعض الدول العربية من بينها دبي في الإمارات العربية المتحدة ولها أفرع منتشرة حول العالم في جنوب أفريقيا وشيلي والولايات المتحدة الأميركية وتقوم بطلب دراسات وأبحاث حول الأنماط والقدرات الاستهلاكية للمجتمع المصري.
وتطلب هذه الشركة من باحثين مصريين إعداد أبحاث في مجالات التسويق المختلفة وهو ظاهر الأمر لكن باطنه يهدف لدراسة ظواهر اجتماعية، وسلوكية تترجم في النهاية القدرة على السيطرة على احتياجات المصريين وتوجيهها وتحديد التوقعات المستقبلية وفقا لهذه الدراسات التي تتراوح أسعرها بين 2000 إلى 3000 جنيها إسترلينيا.
الأبحاث التي نشير إليها تتناول القطاعات الاقتصادية، والسياحة، والسلع الاستهلاكية، وهي تؤدي بالضرورة إلى الحصول على قواعد بيانات كبيرة وبعض هذه الأبحاث يتم بواسطة استبيانات للرأي عبر الإنترنت.
ومن نماذج الاستبيانات: " هل تم مقابلتك في أي بحث تسويقي عن أي منتج من (هذه) المنتجات دي خلال الـ 18 شهر اللي فاتوا ؟ (الماضية ) « مسحوق غسيل - معجون أسنان - شامبو شعر زيت شعر - كريم بشرة - صابون غسيل - سائل لغسيل الأطباق - صابون حمّام - مبيّض - منظف متعدد الأغراض - ولا واحد من دول؟".
وتطلب بعض الاستبيانات اختيار العبارة التي تصف وظيفة المجيب ووظيفة عائل الأسرة وكل عبارة تضم تحديد الوظيفة بالضبط . وهذا مثال لبعض الوظائف التي وردت بالعبارات" :ضباط جيش درجة ثانية - مديرون - موظفون إداريون رئيسيون -أصحاب شركات كبرى - موظفون حكوميون على مستوى عالٍ - ضباط جيش".
هناك أسئلة أكثر تفصيلا منها ما يتعلق بالحالة الاقتصادية فيسأل الباحث عن الدخل الإجمالي للأسرة – الأجهزة الكهربائية الموجودة بالمنزل بالتحديد - السيارة ثم درجة رقي المنطقة السكنية ونوع السكن ويطلب الباحث الإجابة مثلا عن عدد أفراد الأسرة من الإناث اللائي تتراوح أعمارهن بين 18 - 45 سنة، والمزيد من الاستمارات والأسئلة التي تشرح في النهاية الحالة الاجتماعية والسلوكية والاقتصادية للمجتمع.
إن بعض هذه الأبحاث له علاقة مباشرة بالسيطرة على السلوك الاستهلاكي للمجتمع، وهو ما يطبق عليه علم الباراسيكولوجي وهو العلم الذي يستهدف التأثير على العقل الباطن للمجتمعات ومن ثم الدفع بالناس إلى انتهاج سلوك معين.
هذا الفيديو يوضح بجلاء المنتج النهائي للأبحاث التسويقية ودرجة التأثير على الناس من خلال استخدام الموز والألوان والنماذج الخفية في الإعلان عن المنتجات المختلفة.
بعض هذه الشركات يقيمون ردود الفعل لشخصيتك على الألوان والرموز والأشكال، والهدف النهائي كما يقولون أبحاثا تستهدف الترويج لسلعة أو سلوك اقتصادي بعينه مثل الترويج لتجارة التجزئة المصرفية.. "القروض الشخصية، وكروت الائتمان".
أو حتى التعرف على سلوكياتك واستخداماتك واحتياجاتك للموبايل، ويدخل في تلك الأبحاث القدرات الاستهلاكية لك ولأسرتك وفي المقابل دخلك الشهري.
من دون إطالة هناك شركات أجنبية ومتعددة الجنسيات في مصر وهي متخصصة في مجال الأبحاث التسويقية تقوم باستطلاعات رأي عبر الإنترنت والهاتف، وعبر مندوبيها في المواقع المختلفة.
واحدة من هذه الشركات تنمي إلى الجنسية البريطانية لها مقرات في بعض الدول العربية من بينها دبي في الإمارات العربية المتحدة ولها أفرع منتشرة حول العالم في جنوب أفريقيا وشيلي والولايات المتحدة الأميركية وتقوم بطلب دراسات وأبحاث حول الأنماط والقدرات الاستهلاكية للمجتمع المصري.
وتطلب هذه الشركة من باحثين مصريين إعداد أبحاث في مجالات التسويق المختلفة وهو ظاهر الأمر لكن باطنه يهدف لدراسة ظواهر اجتماعية، وسلوكية تترجم في النهاية القدرة على السيطرة على احتياجات المصريين وتوجيهها وتحديد التوقعات المستقبلية وفقا لهذه الدراسات التي تتراوح أسعرها بين 2000 إلى 3000 جنيها إسترلينيا.
الأبحاث التي نشير إليها تتناول القطاعات الاقتصادية، والسياحة، والسلع الاستهلاكية، وهي تؤدي بالضرورة إلى الحصول على قواعد بيانات كبيرة وبعض هذه الأبحاث يتم بواسطة استبيانات للرأي عبر الإنترنت.
ومن نماذج الاستبيانات: " هل تم مقابلتك في أي بحث تسويقي عن أي منتج من (هذه) المنتجات دي خلال الـ 18 شهر اللي فاتوا ؟ (الماضية ) « مسحوق غسيل - معجون أسنان - شامبو شعر زيت شعر - كريم بشرة - صابون غسيل - سائل لغسيل الأطباق - صابون حمّام - مبيّض - منظف متعدد الأغراض - ولا واحد من دول؟".
وتطلب بعض الاستبيانات اختيار العبارة التي تصف وظيفة المجيب ووظيفة عائل الأسرة وكل عبارة تضم تحديد الوظيفة بالضبط . وهذا مثال لبعض الوظائف التي وردت بالعبارات" :ضباط جيش درجة ثانية - مديرون - موظفون إداريون رئيسيون -أصحاب شركات كبرى - موظفون حكوميون على مستوى عالٍ - ضباط جيش".
هناك أسئلة أكثر تفصيلا منها ما يتعلق بالحالة الاقتصادية فيسأل الباحث عن الدخل الإجمالي للأسرة – الأجهزة الكهربائية الموجودة بالمنزل بالتحديد - السيارة ثم درجة رقي المنطقة السكنية ونوع السكن ويطلب الباحث الإجابة مثلا عن عدد أفراد الأسرة من الإناث اللائي تتراوح أعمارهن بين 18 - 45 سنة، والمزيد من الاستمارات والأسئلة التي تشرح في النهاية الحالة الاجتماعية والسلوكية والاقتصادية للمجتمع.
إن بعض هذه الأبحاث له علاقة مباشرة بالسيطرة على السلوك الاستهلاكي للمجتمع، وهو ما يطبق عليه علم الباراسيكولوجي وهو العلم الذي يستهدف التأثير على العقل الباطن للمجتمعات ومن ثم الدفع بالناس إلى انتهاج سلوك معين.
هذا الفيديو يوضح بجلاء المنتج النهائي للأبحاث التسويقية ودرجة التأثير على الناس من خلال استخدام الموز والألوان والنماذج الخفية في الإعلان عن المنتجات المختلفة.
الأمر قد يكون أخطر من ذلك لأن القدرة على التأثير في التوجهات الاستهلاكية للمجتمعات تعني مباشرة القدرة على التأثير على هذه المجتمعات في أمور أخرى قد تكون أكثر خطرا ومن بينها التأثير على الثقافة السائدة وأنماطها، ومنذ أكثر من عشرين سنة قال لي صديق الأمريكان وغيرهم يريدون منك أن ترتدي بنطلون الجينز في رأسك، وهو ما حدث لدى البعض.. طمست عقولهم رغما عنهم واستبدلت ثقافاتهم بثقافة أخرى مدمرة لحضارتنا وثقافتنا وقيمنا وأخلاقنا.
هذه الأبحاث الممولة خارجيا لا تقتصر على السلع الاستهلاكية وفقط، وفي هذا السياق يرصد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الظاهرة قائلا: " أنا غير راض أساساً على التمويل الخارجي للأبحاث فالمثل الإنجليزي يقول الرجل الذي يدفع للزمار هو الذي يقرر النغمة التي يعزفها الزمار".
يضيف هيكل.... "عندما لا يكون لنا رأي في توجيه هذا التمويل للأبحاث ولا نعلم لمن تقدم نتائج هذه الأبحاث وفي غياب مفهوم شامل يعطيني كل الصورة وبدون رقابة أو توجيه يدخل التمويل للسيطرة على عقل المجتمع ووجدانه".
.....يبدو أن مصر تتعرض لأكبر محاولة سيطرة على العقل الجمعي للناس في تاريخها، وما شاء الله لدينا العديد من مراكز الأبحاث، ومئات الآلاف الحاصلين على درجات الدكتوراه والماجستير في شتى المجالات لكن الحقيقة أننا لا ننتفع بما لدينا، ولا نريد أن نسعى للتنمية والبناء باستخدام المناهج العلمية أو حتى الحد الأدنى من الأسلوب العلمي في البناء والتنمية، وتعظيم الانتماء، وأصبحنا مطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى أن ننتبه لمثل هذه المحاولات التي قد تدمر مجتمعنا.
إن عمليات توجيه أكثر خطرا من السلع الاستهلاكية تتم فعليا وعلى نطاق خفي ومنها على سبيل المثال دفع الشباب إلى استهلاك المخدرات، والحبوب المخدرة، وأي مدقق لأخبار الحوادث سيرصد عمليات تهريب تتم عبر حدودنا الشرقية، وسيرصد أفكارا وظواهر غريبة الهدف النهائي منها تدمير قدرات مستقبلنا... أبنائنا وشبابنا وعلى سبيل المثال لا الحصر ظواهر عبدة الشيطان، والإيمو، وغيرها..
لقد حان الوقت لننتبه إلى ما يجري حولنا، والأزمة الحقيقية أننا أصبحا في حاجة ملحة لرؤية تواجه الوافد الساعي إلى السيطرة على العقل، لكن يجب أن تسلح هذه الرؤية بالعلم وأبنائنا لديهم هذه القدرة إذا أفسحنا لهم الطريق.
هذه الأبحاث الممولة خارجيا لا تقتصر على السلع الاستهلاكية وفقط، وفي هذا السياق يرصد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الظاهرة قائلا: " أنا غير راض أساساً على التمويل الخارجي للأبحاث فالمثل الإنجليزي يقول الرجل الذي يدفع للزمار هو الذي يقرر النغمة التي يعزفها الزمار".
يضيف هيكل.... "عندما لا يكون لنا رأي في توجيه هذا التمويل للأبحاث ولا نعلم لمن تقدم نتائج هذه الأبحاث وفي غياب مفهوم شامل يعطيني كل الصورة وبدون رقابة أو توجيه يدخل التمويل للسيطرة على عقل المجتمع ووجدانه".
.....يبدو أن مصر تتعرض لأكبر محاولة سيطرة على العقل الجمعي للناس في تاريخها، وما شاء الله لدينا العديد من مراكز الأبحاث، ومئات الآلاف الحاصلين على درجات الدكتوراه والماجستير في شتى المجالات لكن الحقيقة أننا لا ننتفع بما لدينا، ولا نريد أن نسعى للتنمية والبناء باستخدام المناهج العلمية أو حتى الحد الأدنى من الأسلوب العلمي في البناء والتنمية، وتعظيم الانتماء، وأصبحنا مطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى أن ننتبه لمثل هذه المحاولات التي قد تدمر مجتمعنا.
إن عمليات توجيه أكثر خطرا من السلع الاستهلاكية تتم فعليا وعلى نطاق خفي ومنها على سبيل المثال دفع الشباب إلى استهلاك المخدرات، والحبوب المخدرة، وأي مدقق لأخبار الحوادث سيرصد عمليات تهريب تتم عبر حدودنا الشرقية، وسيرصد أفكارا وظواهر غريبة الهدف النهائي منها تدمير قدرات مستقبلنا... أبنائنا وشبابنا وعلى سبيل المثال لا الحصر ظواهر عبدة الشيطان، والإيمو، وغيرها..
لقد حان الوقت لننتبه إلى ما يجري حولنا، والأزمة الحقيقية أننا أصبحا في حاجة ملحة لرؤية تواجه الوافد الساعي إلى السيطرة على العقل، لكن يجب أن تسلح هذه الرؤية بالعلم وأبنائنا لديهم هذه القدرة إذا أفسحنا لهم الطريق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بتعليقاتكم